"الزبيدي" يرمي الكرة في ملعب حلفاء "هادي" المحليين..

تقرير:"حكومة اليمن".. لماذا ترفض تصنف الحوثيين كجماعة إرهابية

الإخواني زيد الشامي رئيس كتلة تنظيم إخوان اليمن في البرلمان اليمني لا يزال يقيم في صنعاء ويتعاون مع

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

أعلن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي السيد عيدروس بن قاسم الزبيدي، ان سلطته السياسية المفوضة شعبيا في الجنوب، ترفض أي شكل من اشكال الحوار مع ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران، حال تم وضعها على قوائم الإرهاب المحلية والإقليمية والدولية، في تأكيد على ان الكرة أصبحت في ملعب الحلفاء المحليين للتحالف العربي في اليمن "جماعة الإخوان"، التي ابطلت توجهات للرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، بوضع أذرع إيران على قوائم الإرهابيين.

وقال الزبيدي في مقابلة مع قناة الحدث السعودية "إن الحوار هو الطريقة المثلى لحل الازمات، لكن الحوار مع الحوثيين يحدده موقف القوى المناهضة، فيما إذا ذهبت للحوار وهي قوية وليست ضعيفة".. مؤكدا انه لا يمانع في ذهاب المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة هادي والتحالف العربي كطرف للتفاوض مع الحوثيين".

وأكد الزبيدي "ان الحوثيين جماعة إرهابية، وانه يجب ان يتم تصنيفهم على انهم ارهابيون، وانه في حال وتم وضعهم على قوائم الإرهاب لا يمكن لهم في الجنوب التفاوض معهم، شريطة ان يتم تصنيف الأذرع اليمنية لإيران كجماعة إرهابية".

وسبق ووضعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحوثيين على قوائم الإرهاب، غير ان إدارة الرئيس الأمريكي الجديد قامت برفع اسم الاذرع الإيرانية من قوائم الإرهاب على امل التوصل الى تسوية سياسية مع الأطراف اليمنية وهو ما لم يتم".

وفتح القرار الأمريكي، شهية الحوثيين في ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات واعتداءات على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، من خلال القرصنة على السفن، واستهداف مدن في المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، الأمر الذي أعاد المطالبة الى وضع الحوثيين على قوائم الإرهاب.

وعلى الرغم من ان الحوثيين قد نفذوا انقلابا على حكومة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، وكان يعتزم وضعهم على قوائم الإرهاب، غير ان حلفاء الرئيس المؤقت والتنظيم الحاكم بعد الإطاحة بنظام صالح، حال دون ذلك، وهو ما فتح الباب امام جولات عديدة من المفاوضات في جنيف 1 و2 والكويت والسيود، وغيرها من جولات التفاوض التي لم تنتج أي حلول سوى تقوية الحوثيين ومنحهم مشروعية في السيطرة على الأرض واستهداف كل من يعارض حكم الجماعة في شمال اليمن.

ودعا هادي أكثر من مرة الحوثيين للسلام لكن كانت تلك الدعوات استثمرها الحوثيون في التأكيد على انهم أصبحوا قوة لا يستهان بها.

وسعى الاخوان بناء على اتفاقية صعدة في أغسطس 2014م، الموقع بين زعيم التنظيم محمد اليدومي وزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثيين، الى الحفاظ على شعرة معاوية، فالإخوان يريدون من إطالة الصراع الحصول على المكاسب العسكرية والمالية والسيطرة على الأرض ومنابع النفط في الجنوب، في حين ان الحوثيين اصبحوا سلطة أمر واقع في اليمن الشمالي.

وكشفت تقارير للأمم المتحدة قيام تنظيم الاخوان حلفاء الرئيس المؤقت المحليين في مأرب، بتهريب الأسلحة والطيران المسير للحوثيين الذين تهربها لهم إيران عن طريق سلطنة عمان وموانئ محافظة المهرة الجنوبية الخاضعة لسيطرة أذرع عسكرية تابعة للجنرال الاخواني العجوز علي محسن الأحمر.

ويحافظ الاخوان على تحالف وعلاقة وثيقة بالحوثيين، حيث ان قيادات اخوانية بينها زيد الشامي رئيس كتلة الاخوان في البرلمان اليمني المنتهية ولايته في العام 2009م.

وزيد علي حميد الشامي وهو برلماني يمني ورئيس الكتلة البرلمانية لإخوان اليمن عن الدائرة الانتخابية بأمانة العاصمة صنعاء، يقيم في العاصمة اليمنية، ويعقد بشكل متواصل لقاءات مع الحوثيين ويظهر في القنوات الحوثية والإيرانية متحدثا باسم تيار في الاخوان يرفض التدخل السعودي في الدفاع عن الشرعية اليمنية.

وفي العام 2014م، تقدم رئيس المجلس السياسي للحوثيين  صالح الصماد برسالة إلى حزب الاصلاح  يدعو فيها للتعايش، وقد رحب بها الإخوان عن طريق زيد الشامي.

  قال رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح زيد الشامي :" أتفق تماماً مع هذه المبادرة التي اطلقها الأخ العزيز صالح الصماد، ولطالما دعونا للتعايش والتعاون من أجل بناء اليمن الذي يتسع لكل اليمنيين، وأذكّر بأن هذا التّوجه تم مناقشته والاتفاق عليه من عام 2010م مع الإخوة الحوثيين - وقبل أن يختاروا اسمهم المعلن اليوم - ومن خلال اتفاقات ولقاءات ثنائية أو مع اللقاء المشترك".

وأضاف الشامي في صفحته على فيس بوك:" الدعوة للتعايش والاحترام المتبادل يجب أن نعمل لتجسيدها على الواقع وأن يسعى كل العقلاء إلى تحويلها إلى ممارسة وثقافة عامة، فليس في صالح اليمنيين أن ينزلقوا إلى صراعات تدمر وطنهم المثقل بالتخلف والفساد والمظالم".

وأردف :"دعوة الأخ صالح الصماد جاءت في وقتها صادقة وواضحة، وعبرت عن صوت العقل الذي يجب أن يتعاون الإصلاح وأنصار الله وكل القوى السياسية للأخذ بها".

ويستند إخوان اليمن الذي يهيمن على قرار هادي، الى زيدية التنظيم في عدم مناهضة الحوثيين بالشكل الذي يجعلهم ينكسرون امام التحالفات المحلية في اليمن والجنوب، بما يضمن بقاء الاذرع الإيرانية كورقة ضغط على السعودية لتمويل الاخوان ودعمهم سياسية واعلاميا وعسكريا.

وتصف مصادر سياسية في حكومة هادي تحدث لصحيفة اليوم الثامن "الميليشيات الحوثية بإنها جماعة إرهابية عابرة للحدود بدعم ومباركة إخوانية.

وتستمر ميليشيا الحوثي الإنقلابية في إرتكاب جرائمها بحق أبناء الشعب اليمني ليس فقط في مناطق سيطرتها بل تجاوزت ذلك إلى مدن الجنوب المحررة التي أصبحت أهدافاً لصواريخها الباليستية وطائراتها المسيرة المفخخة .

ولم تتوقف الميليشيات الحوثية التي تحظى بدعم إخواني مباشر وغير مباشر عن حدود إستهداف المنشآت الحيوية في المملكة العربية السعودية، بل مؤخراً وسعت نطاق جرائمها لتستهدف الأراضي الإماراتية رداً على العمليات العسكرية والإنتصارات الكبيرة التي تحققها قوات العمالقة الجنوبية التي دربتها الإمارات على الميليشيات الإنقلابية في شبوة ومأرب .

ويتفق يمنيون على أن ما تقوم به الميليشيات الحوثية من جرائم هو تأكيد على حجم الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها خلال الفترة الأخيرة بفعل العمليات العسكرية في شبوة والغارات المحكمة لطيران التحالف العربي والتي اسفرت عن مصرع القائد العسكري الايراني حسن ايرلو .

لكن تمادي الميليشيات في توسيع نطاق تهديداتها التي طالت المياه الدولية من خلال القرصنة على السفن والمارة فيها، تشدد على وجوب إعادة تصنيف هذه الميليشيات كجماعة إرهابية وفرض مزيداً من العقوبات عليها إسوة بميليشيات حزب الله في لبنان والحرس الثوري الإيراني .

ويؤكد سياسيون يمنيون وعرب على أن الميليشيات الحوثية ومن ورائها التنظيمات الإخوانية الارهابية تحولت إلى تهديد لكل المنطقة العربية وحركة التجارة الدولية التي يمر ثلثيها عبر مضيق باب المندب، وهو ما يعني ضروري تحرك عربي واقليمي أكبر لدعم تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية .

وأشاروا إلى أن الحوثي بجرائمه وإنتهاكاته تحول إلى مظلة للتنظيمات الإرهابية المتطرفة من خلال تبادل الأدوار وتنفيذ أجندة بعض الهادفة إلى نشر التطرف والتشدد الديني في المناطق المحررة والمحتلة من قبل الميليشيات الحوثية الإنقلابية .

وفي وقت سابق، كشف تقرير صادر عن جهازي الأمن القومي والسياسي اليمني، عن حجم التخادم بين الميليشيات الحوثية والتنظيمات المتطرفة مثل داعش والقاعدة الأذرع العسكرية لتنظيم الإخوان الإرهابي .

واظهر التقرير أن الميليشيات الحوثية إستعانت بقيادة القاعدة وداعش لزعزعة أمن وإستقرار المناطق المحررة وكذا حشد المقاتلين لمواجهة القوات الحكومية .

وفي الوقت نفسه اشارت معلومات أمنية وإستخباراتية إلى أن تنظيم الإخوان أبان سيطرته على الحكم في شبوة كان يستخدم عناصر نفس التنظيمات للتنكيل بخصومهم من القبائل وأفراد النخبة الشبوانية .