عبدالله بريك يكتب لـ(اليوم الثامن):

المجتمع الدولي واستعادة الدولة الجنوبية

هل ستدعم الولايات المتحدة الأمريكية استعادة دولة الجنوب؟ سؤال مهم في هذه الفترة المفصلية وما يشهده الشرق الأوسط من تطورات مستمرة وحساسة اذا ما طرحنا في الاعتبار ما يشهده البحر الأحمر من اعتداءات مستمرة من مليشيات الحوثي الإرهابية و استهدافها لسفن  التجارية فيه، يبدوا ان الوضع بكل تأكيد سيقود في النهاية إلى استحالة السماح للحوثي بأن يكون ضمن نسيج دولة يمنية موحده لأنه بكل تأكيد حال حدث هذا سيكون بمرتبة السماح لإيران لاستغلال شريط ساحلي يمتد لأكثر من 2000 كيلو متر عبر اذرعها الإرهابية وهذا في اعتقادي لن تسمح به الولايات المتحدة الأمريكية ولا حتى دول الإقليم.

الولايات المتحدة ومعها المجتمع الدولي حريص على ضرورة وقف اعتداءات مليشيات الحوثي واليوم بدأت الصحافة الأمريكية والغربية تتحدث عن القوات المسلحة الجنوبية وما قامت به من إنجازات في تطهير مناطق ظلت خاضعه للعناصر الإرهابية لعقود يقودنا هذا الحديث عن الإمكانية لدعم هذه القوات و تعزيزها ارهابها الدولي من مناطق مختلفة.

في اعتقادي ان افضل الحلول اليوم بالنسبة للمجتمع الدولي هو عودة دولة جنوبية تكون علاقتها به قوية ومتينة تكون ند للمليشيات الحوثية في تسليحها و قوتها ستعمل على حصار هذه المليشيات الإرهابية في رقعه جغرافية صغيرة أيضا هي قابلة للتفاوض ما بين قوى شمالية فاعلة ومسلحة على الأرض وبكل تأكيد المتفاوضات (اليمنية – اليمنية)، ستعمل على خنق هذه المليشيات الإرهابية لأنه لن تقبل القوى لمناهضة للحوثي بسيطرة كاملة من الحوثيين عليها وهنا ستعمل كل القوى على تعزيز نفوذها على الأرض ويمكن أن تسعى لإغلاق ملف المليشيات في حال دخلت معها في شراكة بالسلطة وبهذا يكون المجتمع نقل صراع المليشيات إلى الداخل..

لكن سيقول الكثير ان السعودية لن تسمح لهذا الحل بأن يجري على أرض الواقع لأنها بكل حال من الأحوال لن تسمح بإقامة دوله خاضعه لإيران على حدودها لكن في الحقيقة هي نضره قاصرة لان القوى المناهضة للمليشيات هي على تحالف مع السعودية و تمتلك قوام عسكري قوي سواء المتواجدة في مارب او الساحل الغربي ولا تنسى قوام المنطقة العسكرية الثانية الذي سيكون رافد لهذه القوات في حال تم ذلك لأنه بكل منطق سيخرج من وادي حضرموت وهذه القوى سيكون لها نقطة نظام تجاه ممارسات الحوثي وعلاقة الدولة مع المجتمع الدولي..

في المقابل سيأتي الحديث عن موقف الروس والصين، مع هذه الخطوة ولكن لو نظرنا مليا إلى تحركات الحوثيين في هذه الفترة، سنرى انها تضر بتجارة البلدين بشكل مباشر وخصوصا مع الاتفاقيات الجديدة التي وقعت مع عديد الدول العربية وتوسيع التبادل التجاري بينهما إلى أن وصل إلى التبادل بالعملة المحلية ناهيك عن الخط الدولي الحديث التي تحاول الصين فرضه في الفترة الأخيرة او ما يعرف بطريق الحرير وهنا من مصلحة البلدين وتجارتهما ان يطبق هذا الحل على الواقع لأنه سيعزز امن البحر الأحمر في المقابل سينشط من تجارة البلدين بشكل أكبر وبالتالي ستزيد من تواجد البلدين في المنطقة وبشكل أكبر.

 

في الأخير نضع في الاعتبار ما سيترتب على هذه الخطوة من صراع قد يكون أعنف ضد الجنوب اذا ما طرحنا السؤال الابرز هل ستوافق القوى الشمالية المتواجدة في الشرعية اليوم على هكذا حل ام ان تواجدها في الجنوب يرتبط بمصالح معينة ولا يعنيها ما تقوم به المليشيات في مناطقها ولا تهتم لاستعادتها من المليشيات لأنها بكل بساطة مستفيدة من تواجدها في الجنوب ناهيك عن الصراع الآخر الي قد يخلق من قبل المليشيات تجاه الجنوب وهذا سيفرق فيه نوعية التسليح من المجتمع الدولي للقوات الجنوبية.