ضيف الله حسين يكتب لـ(اليوم الثامن):

المجلس الانتقالي الجنوبي.. خمس أولويات لتحقيق الاستقلال

نيويورك

من الأولويات التي تقف امام المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم هو إعداد الجنوب للاستقلال وتأهيل الكوادر المدنية بمختلف التخصصات لإدارة مؤسسات الدولة ، وكذلك صقل قدرات قيادات الجيش والأمن عن طريق ارسالهم الى الاكاديميات المتخصصة في الإمارات ومصر ، كل ذلك مطلوب لاجل التهيئة لتسلم البلاد بشكل سلس مع تجنب حالة الفراغ المتوقعة في حال تدافعت الاحداث باتجاه الاشتباك العسكري مع الاعداء وما قد يرافق ذلك من محاولات معادية لزج مناطق الجنوب في صراعات بينية ….

كل ذلك اصبح فعل الضرورة اليوم لانه يندرج بحسب اعتقادي في إطار التهيئة والإعداد لاستقلال الجنوب وبالإمكان تحقيق  ذلك من خلال الحوار والتعاون مع قيادات دول الجوار العربي والمجتمع الدولي ، وهنا اجتهاد متواضع من جانبي سأرد فيه بعض النقاط والأفكار التي قد تساعد في تعزيز التعاون والعمل مع دول الجوار من أجل استقلال الجنوب :

1- تعزيز العلاقات السياسية للمجلس الإنتقالي الجنوبي مع دول الجوار وبالمقدمة مع المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج ومصر ،وكذلك التواصل مع قيادات المنظمات والمؤسسات العربية والإسلامية المختلفة والفاعلة ومنها جامعة الدول العربية ومنظمة العالم الإسلامي ويمكن القيام بذلك من خلال تبادل الزيارات الرسمية وتنظيم الاجتماعات لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك وتعزيز التعاون في المجالات السياسية والأمنية ….

2 - وفي المجال الإقتصادي يمكن للمجلس الإنتقالي الجنوبي العمل على تعزيز التعاون الإقتصادي مع دول الجوار وذلك من خلال تبني بعض الأفكار والرؤى ذات الصلة بتطوير العلاقات التجارية والإستثمارية وتبادل الخبرات في مجالات الطاقة والبنية التحتية والسياحة ، وعملية بلورة هذا التوجه ينبغي ان تتم اولاً من خلال الاعتماد على التاجر الجنوبي ( إنشاء مجلس اقتصادي جنوبي من رجال المال والاعمال يعنى بالمهة ) يتبع ذلك تنظيم المؤتمرات والمعارض الاقتصادية لتعزيز التواصل وتبادل الفرص التجارية وتقديم الصورة الحقيقية عن مناطق الجنوب لا سيما الساحلية وايضاح ما لها من اهمية وما تتوفر فيها من فرص استثمارية هامة وجاذبة لكل اصحاب رؤوس الاموال في المنطقة والعالم  .….

3 - ونحن ننشد المزيد من فتح نوافذ التواصل الدائم والفاعل مع دول الجوار لتعزيز مكانة الجنوب فقضية الأمن تلعب دورًا حاسمًا في استقلال الجنوب انطلاقً من اهمية موقعه الجيوسياسي حيث يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي التعاون مع دول الجوار في مجال مكافحة الإرهاب ، وتعزيز الأمن الاستراتيجي الملاحي في منطقة باب المندب والبحر العربي وكذلك الأمن الحدودي مع سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية ، وبقدر اهمية هذا الجانب تلتي اهمية تبادل المعلومات الأمنية وتقديم الدعم العسكري والتدريب لتعزيز القدرات الأمنية والعسكرية للقوات الجنوبية  …..

4 - وفي مجال الثقافة والتعاون في كافة المجالات الفنية والإبداعية يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي التعاون مع دول الجوار في تعزيز التبادل الثقافي والتعليمي ، ويمكن تنظيم برامج تبادل للطلاب والأكاديميين والفنانين لتعزيز الفهم المتبادل وتعزيز العلاقات الثقافية بين الجنوب ودول الجوار ، طرق عذه النوافذ ولو بالحدود الدنيا من خلال السلطات التنفيذية القائمة في مدن ومحافظات الجنوب ….

5- وفي مجال العلاقات الدبلوماسية يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي العمل على تطوير الدبلوماسية الجنوبية وتعزيز التمثيل الدبلوماسي مع دول الجوار من خلال تفعيل بنود اتفاق الرياض ومشاورات الرياض التي نصت مخرجاتهما على اهمية الشراكة بالمناصفة بين ابناء الجنوب واليمن مرحلياً ، وهذا الأمر يتطلب جهد فاعل من جانب قادة الجنوب في إطار مجلس القيادة الرئاسي لايصال الدبلوماسي الجنوبي إلى مكاتب سفارات وقنصليات الجمهورية اليمنية بدول الجوار والعالم ، مع تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع المنظمات الإقليمية والدولية …..

هذه بعض الأفكار التي يمكن أن تساعد في التهيئة الحقيقية لبناء دولة جنوبية مستقلة ، والشغل ولو على بعض هذه الافكار مطلوب حتى لا نمضي إلى مربع من الفراغ ، ويفترض أن يتم التعاون والتنسيق بين المجلس الانتقالي الجنوبي ودول الجوار لا سيما دولة الامارات العربية المتحدة لتحقيق هذه الأهداف.
شكراً