دعم هدنة الشهرين الأممية..

تقرير: "إطلاق الأسرى".. هل تنهي الأزمة الإنسانية بين التحالف والحوثيين

السعودية تفرج عن أسرى يمنيين دعما لهدنة الشهرين

عدن

قال التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن الجمعة إنه بدأ في نقل الأسرى المفرج عنهم إلى اليمن بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إطار مبادرة إنسانية لدعم هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة.

واتفقت الأطراف المتحاربة على هدنة لمدة شهرين بدأت في الثاني من أبريل/نيسان في أول انفراجة كبيرة منذ سنوات في إطار جهود تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في أزمة إنسانية حادة.

وأعلن التحالف الشهر الماضي أنه سيطلق سراح 163 سجينا من جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران، لكن مسؤولا حوثيا قال في وقت لاحق إن القائمة تضم أفرادا لا ينتمون للحركة.

وقال بشير عمر المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن إن 108 معتقلين سينقلون جوا من السعودية إلى عدن في جنوب اليمن، حيث يوجد مقر الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، وتسعة إلى العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.

وأشار التحالف إلى أن طائرتين انطلقتا إلى اليمن وقال إن رحلة ثالثة من المقرر أن تتوجه إلى هناك أيضا. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن التحالف قوله إنه سلم "مقاتلين أجانب" إلى سفاراتهم، دون تحديد الجنسيات أو الأعداد.

وقال مسؤول حكومي يمني إن الحوثيين وافقوا على أخذ تسعة سجناء فقط ومن ثم تم نقل الباقين جوا إلى عدن. وكان رئيس لجنة شؤون الأسرى التابعة للحوثيين قد قال هذا الشهر إن قائمة المعتقلين تضم أشخاصا مجهولين بالنسبة للحركة وليسوا من أسراها.

كما ناقشت الأطراف تبادلا محتملا للأسرى تحت رعاية الأمم المتحدة يشمل 1400 سجين من الحوثيين و823 سجينا من التحالف، من بينهم 16 سعوديا.

وكان آخر تبادل كبير للأسرى بين الجانبين في 2020، وشمل حوالي ألف معتقل.

وتدخل التحالف في اليمن في مارس/آذار 2015 ضد الحوثيين بعد أن أطاحت الحركة المدعومة من إيران بالحكومة المعترف بها دوليا من صنعاء في أواخر عام 2014.

ويأتي إعلان التحالف العربي بعد يوم من دعوة كل من بريطانيا وفرنسا والمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى منع انهيار الهدنة في اليمن جراء تزايد خروقاتها ووفاء الأطراف بالتزاماتها لتخفيف معاناة الشعب.

ومطلع أبريل/ نيسان الماضي، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، بدأت في اليوم التالي.‏

وقال السفير البريطاني لدى اليمن ريتشارد أوبنهايم في بيان الخميس "نؤيد بقوة الهدنة التي تفاوضت بشأنها الأمم المتحدة في اليمن". وبوتيرة شبه يومية، تتبادل الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي اتهامات بخرق الهدنة.

وأكد أوبنهايم أن الهدنة "تعد فرصة لتخفيف المعاناة وخطوة قيمة نحو السلام"، مضيفا "ننضم إلى الدعوات الدولية لجميع الأطراف للوفاء بالتزاماتهم المتعلقة بالهدنة، بما في ذلك تخفيف سنوات من الظروف الشبيهة بالحصار التي خلقت كارثة إنسانية لمئات الآلاف من الأشخاص في تعز وحولها وإعادة فتح مطار صنعاء".

وتابع "من الضروري أن تتحرك الأطراف بسرعة في تنفيذ التزاماتها بما يخدم مصالح الشعب اليمني".

كما دعت ‎السفارة الفرنسية لدى اليمن في بيان، الأطراف المتحاربة إلى تسهيل إعادة فتح مطار ‎صنعاء (شمال)، معربة عن قلقها "العميق إزاء حصار الحوثيين لمدينة تعز (جنوب غرب) المستمر منذ عدة سنوات، الأمر الذي جعل العديد من سكانها يعانون من محنة إنسانية"، مضيفة "تعتبر تعز أولوية للمجتمع الدولي".

وقالت "بعد أكثر من 7 سنوات من الحرب، يجب القيام بكل شيء لتخفيف معاناة الشعب اليمني سواء في تعز أو في أي مكان آخر من البلاد، وهذا يتطلب احترام الهدنة والحفاظ عليها من قبل جميع الأطراف لما فيه خير لكل اليمنيين".

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (غير حكومي مقره جنيف) في تغريدة على حسابه بتوتير "نتابع بقلق تزايد عمليات خرق الهدنة المستمرة في ‎اليمن منذ أكثر من شهر"، داعيا جميع الأطراف إلى "تحمل مسؤولياتهم في ما يتعلق باستمرار سريان الهدنة ومنع انهيارها".