يوم التفويض الشعبي..

تقرير: "4 مايو".. أهم التواريخ المفصلية في حياة الجنوبيين

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي

المشهد العربي
الرابع من مايو، أحد أهم التواريخ المفصلية في تاريخ الجنوب، ذلك اليوم الذي تجسّدت فيه معالم الوطنية والإرادة الشعبية، عندما اختار الشعب وفوّض الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قائدًا لمسيرته الوطنية.
 
في الرابع من مايو 2017، صدر إعلان عدن التاريخي، ذلك الحدث الذي صدحت فيه أصوات الجنوبيين وراء الرئيس القائد الزُبيدي، واختاروه قائدًا لمسيرتهم من أجل استعادة الدولة وفك الارتباط.
 
إعلان عدن كان باكورة تدشين المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس الزُبيدي، وذلك في أعقاب مليونية ضخمة شهدها الجنوب بما في ذلك درته وعاصمته عدن، وقتها كان الصوت الميلوني يلفظ الوحدة المشؤومة وتتعالى فيه أصوات الجنوبيين بأن الشعب يريد استعادة دولته، وأن قيادته (المجلس الانتقالي) مفوضة لاتخاذ كل التدابير اللازمة من أجل تحقيق الحلم وتلبية تطلعات قضية الشعب.
 
تحركات الجنوب المهيبة قبل خمس سنوات تلت قرارات كان قد أقرّها المؤقت - وقتذاك - عبد ربه منصور هادي، عندما أقال مسؤولين جنوبيون من مناصبهم، وتحديدًا الرئيس الزُبيدي وقت أن كان يحمل منصب محافظ عدن، فجاءت تلك القرارات لتحرك المياه الراكدة في بحر الجنوب الهادئ والمسالم.
 
انتفاض الجنوبيين في ذلك الوقت كان بمثابة رسالة لا تزال قائمة حتى الآن، فإذا كان الاحتلال اليمني قد سعى بوضوح إلى إحداث حالة من التهميش للجنوب شعبًا وقضية لا سيّما بعدما أفصح سريعًا عن خبث نواياه عبر الزج بعناصر يمنية كان دورها غرس الاحتلال اليمني بصورة أشد في أعماق الجنوب، إلا أنّ غضب الشعب الجارف كان بمثابة الطوفان الجنوبي الذي صرح في وجه الجميع بأن الشعب لن يصمت بل وترجم ذلك في تشكيل قيادة تتحدث باسمه وتحمل لواء قضيته العادلة.
 
نُسِج إعلان عدن التاريخي بكلمات لن ينساها التاريخ أبدًا، كانت مستمدة جميعها من الإرادة الشعبية، وتمحورت جميعها حول تفويض الرئيس القائد الزُبيدي بإعلان قيادة سياسية وطنية يترأسها من أجل إدارة وتمثيل الجنوب،.
 
وفق التفويض الشعبي، تولت هذه القيادة - ولا تزال - تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته، وذلك من خلال المجلس الانتقالي الذي كان على قدر الحدث وعند المنتظر منه، إذ عبّر عن الجنوب كما يجب أن يكون حتى حاز على اعترافات من كل حدب وصوب بأنه الممثل الوحيد لقضية شعب الجنوب الأبيّ.
 
جنوب ما بعد الرابع من مايو عام 2017 ليس كما قبله، فإعلان عدن التاريخي نصّ بوضوح على أنّ الجنوب وطنًا وهوية في حاضره ومستقبله لكل أبنائه وبكل أبنائه على قاعدة التوافق والشراكة الوطنية الجنوبية، معلنًا في الوقت نفسه التزامه التام بالقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.