وثيقة تؤرخ لساحل الخليج العربي..

إتحاف الناس بشرح قصيدة ابن عديم في قبيلة بني ياس

مرجع هام للدارسين والباحثين في تاريخ بني ياس

أصدرت أكاديمية الشعر التابعة للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي كتاب “إتحاف الناس بشرح قصيدة ابن عديم في قبيلة بني ياس”، لمؤلفه علي أحمد الكندي المرر، وجاء الكتاب في 89 صفحة من القطع الصغير.

ويعتبر هذا الكتاب حلقة من سلسلة تاريخية عن قبيلة صنعت لها في المنطقة تاريخا عريقا ولا تزال تصنع لها حضورا بارزا، خاصة على المستويين الثقافي والتراثي، وهي قبيلة بني ياس.

وهذا الكتاب بمثابة مرجع هام للدارسين والباحثين في تاريخ بني ياس، فعلم التاريخ كما وصفه المرر في مقدمة كتابه من العلوم الإنسانية الهامة التي حفظت لنا سير الأولين وأحداث الناس الغابرين، فمن خلاله تعرف أحوال الطوائف وبلدانهم ورسومهم وعاداتهم وأصولهم وأنسابهم، وسيرهم ووفياتهم.

وتناول المرر في كتابه عدة تعريفات هامة قبل شرح القصيدة، منها علم الأنساب وتاريخه وما يترتب عليه من الأحكام والمعارف الدينية.

ومن ثم عرف المؤلف بالشاعر ناصر بن سالم بن عديم الرواحي، والذي ولد في 1277 هـ/ 1860 م في بلدة محرم والتي تبعد عن مسقط عاصمة سلطنة عمان 150 كيلومترا.

ونشأ في بيت علم وأدب وكان أبوه أحد أهل العلم في وقته، وكذلك جده عبدالله بن محمد البهلاني كان قاضيا أيام دولة اليعاربة، وأخذ العلم عن والده ومن ثم انتقل إلى بلدة السيح ولازم الشيخ حمد بن سلين الرواحي، فتتلمذ على يديه، ثم رحل إلى زنجبار بأفريقيا، ومن ثم عاد بعد خمسة أعوام إلى عمان، وعقب ذلك عاد إلى زنجبار وقضى بها حياته، وتوفي فيها عام 1339 هـ/ 1920 م.

ثم تطرق المرر في كتابه إلى نسب قبيلة بني ياس كونها من أشهر القبائل في شرق الجزيرة العربية، أما موطنهم الأصلي فهو الظفرة، وقد ورد ذكرهم في مراجع عدة على لسان مؤرخين كثر، ولفت المرر إلى أن قبيلة بني ياس تتكون من عشائر عدة، ويغلب الظن -لدى الباحث- على أنها امتداد لقبيلة عبدالقيس المعروفة.

ويجمع الباحثون على أن أصول قبيلة بني ياس قحطانية كما يشير بعض خبراء النسب، ولها وجود بارز على ساحل الخليج العربي، وقد تحالفت بعض القبائل معها وأطلق على هذا الحلف حلف بني ياس أو تحالف بني ياس.

ومن ثم تناول المرر عشائر بني ياس، وذكر أيضا تقسيمات السنة لدى أهالي منطقة الظفرة مقر بني ياس وهي أربعة مواسم: الصفيري والشتاء والصيف والقيظ، متطرقا من خلال الكتاب إلى سكان منطقة الظفرة وتقسيماتهم بحسب الفئات المتواجدة وتوزعهم الجغرافي في المنطقة.

إلى هنا وصل المرر إلى قصيدة ابن عديم والتي مطلعها: تلك البوارق حادهن مرنان/ فما لطرفك يا ذا الشجو وسنان/ شقت صور أمها الأرجاء واهتزعت/ تزجي خميسا له في الجو ميدان.

إلى أن يصل ابن عديم إلى قوله: وما جاء بني ياس على خطأ/ فإنما القوم أعوان وإخوان/ قوم على صهوات الخيل طفلهم/ يربو له من دم الأبطال ألبان.

وقد شرح المرر الأبيات مستشهدا بوقائع تاريخية، وأحداث هامة حدثت في جزيرة العرب، موضحا المعاني والمفردات توضيح خبير.