"ناشونال إنترست" ترصد آخر حلقة في سلسلة الاستفزازات والهجمات المميتة..

تقرير أمريكي: الحوثيون يرفضون التوصل إلى حلٍ ديبلوماسي باليمن

حوثيون

واشنطن

في 24 يناير (كانون الثاني) الجاري أعلنت الإمارات اعتراض صاروخين باليستيين استهدفا أبوظبي، العاصمة الإماراتية، في آخر هجوم من جماعة الحوثي لتوسيع الحرب الأهلية اليمنية الدائرة منذ سنوات.

على وزارة الدفاع الأمريكية نشر ما يكفي من القوات في المنطقة، وتزويد القادة بتعليمات واضحة تقضي بمنع وصول الأسلحة إلى الحوثيين

وشكل الهجوم تصعيداً في التوتر لأنه الثاني من نوعه في أسبوع الذي يستهدف الإمارات، عضو  التحالف العربي الذي تقوده السعودية والذي يقاتل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

ورغم أن الحوثيين يستهدفون السعودية التي تجاور اليمن، فإن استهداف الإمارات التي تعتبر منذ وقت طويل ملاذاً آمناً في منطقة مضطربة، كان نادراً.

وكتب ناشر "منبر القدس الإستراتيجي" أحمد تشاراي في "ناشونال إنترست" الأمريكية، أن هذه الاستهدافات كانت آخر حلقة في سلسلة استفزازات وهجمات مميتة شنها الحوثيون، وشملت في الخريف الماضي قصف مستودع للمساعدات الإنسانية في ميناء مدينة المخا، والاستيلاء على سفينة مواد طبية وترفع علم الإمارات في البحر الأحمر، وهجمات متعددة بطائرات دون طيار وصواريخ على مصافي نفط، وأهداف أخرى في السعودية.

رفض الحل الديبلوماسي
ومن الواضح، أن المتمردين الحوثيين يواصلون رفض المساعي للتوصل إلى حلٍ ديبلوماسي، ويختارون عوض ذلك مسار العنف، بما في ذلك ضد المدنيين والأهداف المدنية.

ولفت الكاتب إلى أن جمع إيران بين العمل الديبلوماسي، والعنف الذي تدعمه في العراق، واليمن، وأماكن أخرى لا يعتبر مفاجئاً، في سياق الرؤية المتضخمة للنظام لنفسه باعتباره لاعباً دولياً قوياً.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إدارته تدرس إعادة تصنيف الحوثيين على لائحة التنظيمات الإرهابية.

ومن المؤكد أن المعايير القانونية للتصنيف تنطبق على الحوثيين. فهم عبارة عن منظمة أجنبية منخرطة في نشاط إرهابي يهدد المصالح الأمريكية، وأطلقوا صواريخ على مطارات مدنية في مناسبات عدة، كما استهدفوا بنى تحتية مدنية للطاقة، وهددوا الملاحة الدولية.

وفضلاً عن ذلك، فإنهم اقتحموا في أواخر 2021، مجمع السفارة الأمريكية في صنعاء واحتجزوا عدداً من الموظفين المحليين. ويحصل الحوثيون على التدريب والدعم والمساعدات المالية من الحرس الثوري الإيراني المصنف بدوره على لائحة التنظيمات الإرهابية.

إن إعادة النظر في التصنيف دون تغيير ملموس في سلوك الحوثيين، كما حصل سابقاً، يقوض  مصداقية هذه الأداة المهمة في السياسة الخارجية.

وعلى الولايات المتحدة استخدام كل وسيلة ممكنة لزيادة الضغط على المتشددين الحوثيين، الذين فعلوا كل ما في وسعهم لتقويض عملية السلام في اليمن.

مساعدات إنسانية
ولفت الكاتب إلى أن جهود واشنطن للبحث عن وسائل جديدة لإيصال المساعدات الإنسانية، حتى لو أعيد تصنيف الحوثيين على لوائح الإرهاب، تبعث برسالة واضحة إلى طهران، ولكن هذه الخطوة يجب أن تلقى دعم الحزبين في الكونغرس.

وأنفقت الولايات المتحدة 3.4 مليارات دولار على المساعدات الإنسانية لليمن منذ بداية النزاع في 2015.

تنقذ هذه المساعدات الكثير من الأرواح، لكن الحقيقة هي أن أي مساعدة لن تحسن حياة اليمنيين، إلا بعد وضع حد للنزاع. ويمكن لمنع الحصول على أسلحة أساسية والتكنولوجيا من إيران أن يحفز الحوثيين للذهاب إلى طاولة المفاوضات.

ولهذه الغاية، على وزارة الدفاع الأمريكية نشر ما يكفي من القوات في المنطقة، وتزويد القادة بتعليمات واضحة تقضي بمنع وصول الأسلحة إلى الحوثيين.

وخلص الكاتب إلى أنه لن يمكن بايدن تحقيق السلام في اليمن، إذا واصلت إيران إرسال الأسلحة إلى الحوثيين.