خطر متصاعد..

تقرير: العملات المشفرة.. هل تصل إلى أنظمة المدفوعات الأمريكية المعتمدة

العملات المشفرة

واشنطن

تسعى الشركات الأمريكية، التي تقدم خدمات في مجال تداول العملات المشفرة، إلى تسهيل تعاملاتها دون الاستعانة بالبنوك التقليدية للوصول إلى أنظمة المدفوعات الأمريكية المعتمدة.

وذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية، في تقرير نشرته، اليوم السبت، أن الشركات الأمريكية العاملة في العملات المشفرة تريد الاستفادة من أنظمة مدفوعات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التي تستخدمها البنوك التقليدية لنقل الأموال بسرعة، لكن البنوك تقاوم.

مخاوف البنوك

وقالت الصحيفة إن هذه الشركات تشمل ”أفانتي بانك“، التي تستهدف تقديم خدمات الحفظ للمؤسسات التي تستثمر في العملات المشفرة، ومنصة ”كراكين“، من أجل تبادلها.

وأضافت الصحيفة أن الوصول المباشر لهذه الشركات إلى أنظمة دفع الاحتياطي الفيدرالي سيسمح لها بالتعامل مع طلبات العملاء الذين يشترون ويبيعون الأصول الرقمية بسرعة أكبر وبتكلفة منخفضة، وحاليًا يجب عليها أن تشارك البنوك التقليدية التي لديها حسابات مع الاحتياطي الفيدرالي للوصول إلى النظام.

وتدفع البنوك التقليدية بأن الشركات المالية الأحدث تخضع للإشراف بصورة أقل نسبيًا، كما تفتقر إلى الضوابط الداخلية اللازمة لضمان مكافحة غسيل الأموال والأنشطة الأخرى غير المشروعة، وهي مخاوف أعرب عنها المنظمون بشأن صناعة العملات المشفرة على نطاق أوسع، ويقولون إن الشركات أكثر خطورة لأنها غير مؤمنة من قبل المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع.

خطر متصاعد

ونقلت الصحيفة عن خطاب لمعهد السياسات البنكية، والذي يمثل بنوكًا كبرى ومجتمعات مصرفية في الولايات المتحدة إلى بنك الاحتياطي الفيدرالي، إنه من المنطقي أن نتوقع أن مثل هؤلاء المتقدمين سيمثلون مخاطر متصاعدة فيما يتعلق بمسائل: مكافحة غسل الأموال، والأمن السيبراني، وحماية المستهلك، فضلًا عن الأمن والسلامة“.

وتقول شركتا ”أفانتي“ و“كراكين“، وكلتاهما لهما امتياز بنكي ”للأغراض الخاصة“، في ولاية وايمونج (أي أنهما شركتان تابعتان تم إنشاؤهما بواسطة شركة أم لعزل المخاطر المالية)، ولهما نفس الامتثال والضوابط والمتطلبات الإشرافية لدى لبنوك التقليدية.

وذكرت الصحيفة أنه إذا كانت لديهم طريقة للوصول إلى أنظمة دفع بنك الاحتياطي الفيدرالي، فقد يشجع ذلك المزيد من الشركات على أن تحذو حذوها، ما يؤدي إلى مزيد من المنافسة للبنوك.

ونقلت عن جوناه كرين، الشريك في مجموعة ”كلاروس جروب“، وهي شركة استشارية واستثمارية، قوله: ”(هذه الشركات) لديها القدرة على تقليص الدور التقليدي للبنوك بصفتها حارسات بوابات، وجامعة رسوم لتدفقات المدفوعات التي من المرجح أن تنمو بمرور الوقت“.

وأشارت إلى أن البنك المركزي تعامل مع نحو 900 تريليون دولار من المدفوعات على أنظمته، العام الماضي، فيما تراوحت هذه من المدفوعات الصغيرة من بنك إلى آخر مثل الودائع المباشرة أو مدفوعات الفواتير التلقائية إلى التحويلات البرقية الكبيرة بين المؤسسات المالية.

منافسة

ورأت الصحيفة أن هذا الصراع على الوصول إلى أنظمة الدفع الخاصة بالاحتياطي الفيدرالي يعكس كذلك مخاوف البنوك الحالية بشأن إمكانية المنافسة من شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل: ”فيسبوك“، وشركة ”ألفابيت“، والتي لا تواجه نفس المستوى من التنظيم المصرفي الفيدرالي.

ونقلت الصحيفة عن يوجين لودفيج، المراقب المالي السابق للعملة، والذي كان مسؤولًا عن ضوابط البنوك الوطنية الكبيرة، قوله: ”لديهم سبب ما يجعلهم مرتابين“.

وعلى سبيل المثال، قالت جمعية ”ديم“، المدعومة من ”فيسبوك“ و 25 عضوًا آخر، إنها تطور شبكة دفع قائمة على ”بوك تشين“ ستكون أسرع وأرخص من الأنظمة الحالية مع حماية المستهلكين، وتوفير ضمانات ضد الجرائم المالية.

وتتشارك ”ديم“ في المشروع مع بنك خاضع للضوابط الفيدرالية، لكن، وبحسب ما نقلته الصحيفة عن محامين مصرفيين ومنظمين سابقين، فإنه إذا حصلت شركات التكنولوجيا الأخرى على إمكانية الوصول المباشر إلى أنظمة الدفع الخاصة بالاحتياطي الفيدرالي، فقد لا تحتاج إلى اتخاذ الخطوة الإضافية للشراكة مع البنوك القائمة.

وذكرت الصحيفة أن المنظمين يخشون من أن بعض أنواع أنشطة التشفير قد تشكل مخاطر على الاستقرار المالي إذا نمت بشكل كبير، فعلى سبيل المثال، يشعر بعض المسؤولين بالقلق من أن ما يسمى العملات المستقرة، وهي شكل من أشكال العملة الرقمية المرتبطة بقيمة الدولار والعملات التقليدية الأخرى، يمكن أن تكون عرضة لأنواع العمليات التي تؤثر على البنوك والصناديق المشتركة في الأزمات.