ابنة محمد سعد عبدالله تكشف اسراراً عن والدها الفنان..

اشتياق سعد: والدي إنسان عظيم وهذا سبب اقتحام المعترك السياسي

اشتياق محمد سعد عبدالله - أرشيف

حنين فضل
مدير تحرير صحيفة اليوم الثامن

يقال "لكل من أسمه نصيب"، الا "اشتياق محمد سعد عبدالله"، فأسمها وأسماء اشقائها، متشابهين في المعنى، والذي يعني "الحنين"، فوالدها الفنان الخالد باغانية وارثه الفني الكبير محمد سعد عبدالله، الذي لا تزال أغانيه تمتع الجمهور ويتداولها بكل شغف، جعل من أسماء أولاده معانٍ لأحاسيس شاعر وفنان، تقول عنه ابنته انه "مدرسة فريدة لا تتكرر".

"أبو مشتاق"، الذي لا تزال اغنيته تسمع إلى اليوم "مشتاق زاد اشتياقي، ساهن ليوم التلاقي".

من هي اشتياق محمد سعد عبدالله؟

اشتياق سعد، الشابة المكافحة الطموحة التي اقتحمت الساسة للدفاع عن قضية وطنها، ابنة الشيخ عثمان وعدن والجنوب – كما تحب ان تعرف عن نفسها-، تتحدث لأول مرة عن والدها الفنان وتكشف لصحيفة اليوم الثامن، جزء من اسرار الفنان الخالد محمد سعد عبدالله.

ولدت اشتياق محمد سعد عبدالله في حي الشيخ عثمان بالعاصمة عدن وتلقت تعليمها الابتدائي والثانوي والجامعي في عدن، عملت معلمة تربوية لسنوات طويلة تم ادارية في ادارة التربية رئيس قسم المسرح والفنون والثقافة.

وهي عضو قيادة لنقابة المعلمين التربويين الجنوبيين ثم مدير ادارة المرأة والطفل في القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالعاصمة، ثم رئيس دائرة المرأة والطفل في الامانة العامة، ومدير عام ادارة تنمية المرأة في العاصمة عدن، وعضو فخري لشبكة الوطنية لمناصرة ذوي الهمم، وعضو في مؤسسة الملتقى الجنوبي لثقافة والفنون والتراث، تلقت العديد من الدورات وشاركت في العديد من الورش الخاصة بالمرأة والطفل وقضايا حقوق الانسان.

 لا شيء مثل أبي

تتحدث الأستاذة اشتياق، عن والدها الفنان الخالد محمد سعد عبدالله: "والدي الفنان لم يمت، بل لا يزال يعيش بيننا كأسرته وكجمهور، فقد كان لنا الأب الحنون والأخ السند والصديق، بل كان بمثابة عالم نعيش فيه ويحيطنا بالدفء والحنان والحب والسعادة، هو أب عظيم وصاحب إحساس مرهف، ترجمه في اغان لا تزال خالدة الى اليوم "كلمات ولحن وصوت مرهف لا يتكرر، بل واقولها بكل فخر (لا شيء مثل أبين الفنان محمد سعد عبدالله).

 

طقوس خاصة في كتابة الأغاني

تكشف الأستاذة اشتياق جزء من اسرار والدها الفنان، وتقول "حين كنا اطفالا عندما يريد والدي كتابة كلمات لأغنية يعيش في عالم اخر يجلس في مكان مقيله ودفتره وقلمه بجانبه يعيش لحظات معنا، ثم يأخذ القلم والورقة ويسرح بعالم اخر لا يلتفت ولا يسمع ولا يشعر بأحد بجانبه ويستمر كذلك ثم ينتهي من مجلسه في وقت متأخر ويخرج خارج المنزل في سكون الليل   وكانت الشيخ وقتها قليل السكان فيذهب الى جهة بستان الكمسري، لكي يبحث عن لحن لكلمات  او كلمات للحن، فيعود ويغتسل ويذهب لنوم كانت له طقوس خاصة في البيت يحب الرياضة وخصوصا كرة القدم وعندما يشاهد التلفزيون لمباراة ما من المستحيل ان امر انا او احد اخوتي من امامة يزعل جدا عشان كده كنا حريصين ان لا نزعجه  يحب النكت والضحك وصاحب ايفيهات ورسام يمارس الرسم لنا نحن اطفاله".

وأضافت "والدي كان مدرسة في كل شيء، لقد تعلمنا منه حب الله والوطن وشربنا الاحساس منه والرحمة وغرس فينا المحبة والأخوة فيما بيننا نحن الاخوة وايضا حب الاخرين، كانت جلساته لا تمل منها، كان صديقا لي ولكل زملائي وصديقاتي اب للجميع، يحب الناس ويقدرهم وكريم مع اي حد".

العناية في اختيار أسماء أولاده

 

خمسة هم أولاد محمد سعد عبدالله، تكشف اشتياق كيف اختار الفنان المرهف أسمائهم، حيث تقول لصحيفة اليوم الثامن "هو فنان مرهف الاحساس ومتدفق المشاعر فاختيار اسماءنا دليل على ذلك، ذات مرة سالته عن اسمي وبالتحديد عن اغنية (مشتاق زاد اشتياقي)، (ردوا حبيبي) سألته هل هذه الأغنية لي، فرد انا سميتك بعد هذه الاغنية، ونحن خمسة اخوة مشتاق واشواق وشوقي واشتياق وشوق"، حتى هو احيانا لما ينادي لنا في البيت يغلط بالأسماء ويكرر الغلط ونجلس نضحك بعدها لذلك هو تأثر باغانية فسمى بعضنا على أغانيه والعكس".

 

رفض الجنسية الخليجية

وتضيف اشتياق في حديثها عن والدها الفنان "اعتقد والدي يمكن يكون أكثر الفنانين الذي عاشوا بوضوح جدا وحياتهم كانت وسط الناس البسطاء، هو صريح ولكنه خجول جدا برغم الكم الهائل من المشاعر والأحاسيس الموجودة باغانية، الا انه كان متواضعا خجولا جداً".

وأضافت "بحجم الفنان محمد سعد عبدالله فنان الجنوب واليمن والجزيرة عاش ومات في وطنه رفض اغلب الجنسيات الخليجية ليحتفظ بجنسيته، رفض كل الإغراءات للعيش خارج عدن من بعض الامراء والفنانين الخليجين قدم للوطن كل حياته وما فكر بأنانية تجاه نفسه فأكيد انظلم في حياته وبعد وفاته  قال عبارة قبل وفاته بأيام وهو مرقد في مستشفى الجمهورية بقسم عام وعند زيارته من عبدالكريم شائف، وكيل العاصمة حينها، قالها بصوت منخفض بحكم مرضه وسمعتها انا لأنني كنت بجانبه فسألني عما قال الاستاذ عبدالكريم شائف فكررتها عنه قال "(للأسف نحن في وطن يقتل مبدعيه ومحبيه)، وكان متأثر ايضا عندما سمع ان المخرج المسرحي والناقد والباحث أحمد سعيد الريدي، هو الأخر مرقد بجانب سرير والدي، لقد عاش محمد سعد عاش عزيز وتوفي عزيز لم يطرق باب اي احد من المسؤولين مهما بلغت ازمته وحاجته

 

مدرسة فنية وأديبة لا تتكرر

 

تتحدث ابنة الفنان، عن والدها بكل فخر وتقول "كان مدرسة فنية وادبية لا يمكن ان تكرر ابداً، اجاد بمهارة كل الالوان وكل اللهجات، هذا ليس كلامي ولكن كلام الباحثين والفاهمين بما قدمه من فن هو مدرسة مستقلة غير مكررة ولن تتكرر دخل الفن منذ نعومة أظافره متحديا، فتفوق على نفسه وحتى صعد سلم النجومية بجدارة".

وأضافت "من الفخر ان الكبير ان يكون والدي محمد سعد عبدالله، وانا أحب ان يرتبط اسمي بتاريخ هذا الأب العظيم الذي حمل تاريخا مشرفا في الفذاء والنضال والكفاح والفن والنجومية، كيف لا وهو ابي الذي افخر فيه وبتاريخه العظيم، ولكن ومع هذا احب ان اكون انا مثابرة اعمل واجتهد من اجلي ومن اجل مجتمعي ووطني الجنوب وحبيبتي عدن فاذا ارادوا ان يشيروا الي فيشروا لي وبشخصي لا فخر انا والفخر ابي بي".

وفي معرض ردها على سؤال لماذا لم يظهر وريث للفنان محمد سعد عبدالله من أولاده الخمسة، اجابت الأستاذة اشتياق "الفن هواية اولا برغم ان من بيننا اصوات جميلة لكن ما فيش هواية وايضا لان ابي يدكر طريق الفن وصعوبته وكان دائما يقول غنوا لي بالمطبخ هذه البلد ما فيهاش تقدير لا للفن ولا الفنانين كان مجرد كلام، والان لا هواية ولا رغبة لدينا للغناء تحققت رغبة ابي، تقدر تقول باني احاول اكتب بعض الخواطر العاطفية والوطنية ولحنت وكتبت عدة اغاني للأطفال محاولات فقط".

 

اقتحام المعترك السياسي ودور المرأة

 

وتتحدث الشابة والسياسية اشتياق عن الأسباب التي دفعتها الى اقتحام المعترك السياسي، وتقول "المعترك السياسي هو الذي اقتحمني والمرحلة اجبرتني على ذلك والظلم الواقع علينا نحن الشعب الجنوبي ينطق الحجر، واصبحنا غارقين فيها ناكل ونشرب سياسة وكثير مثلي الواقع السياسي فرض نفسه على الجميع".

المجلس الانتقالي الجنوبي.. عيدروس "الزبيدي" يعين إشتياق محمد سعد رئيسًا لدائرة المرأة والطفل

وحول دور المجلس الانتقالي الجنوبي تجاه المرأة، تقول "المجلس الانتقالي الجنوبي يجتهد في تجنب اي قصور تجاه المرأة استشعارا منه بمكانة المرأة وقدرتها على البذل والعطاء من اجل بناء المجتمع والوطن، ومع هناك بعض القصور تجاه  المرأة والذي نحاول ان نتجاوزه في المراحل القادمة فوجود المرأة واعطاها حقها القانوني  في  قانون الكوتا ٣٠٪المعلن في بكين عام ١٩٩٥ من حقها في تولي مراكز صنع القرار.

وأكدت أن "المجلس الانتقالي لديه عضوات رئاسة ولديه دائرة مرأة وطفل في الامانة العامة واداراتها في المحافظات والمديريات، ايضا لجان المرأة في الجمعية الوطنية فهيئات المجلس لم تغفل عن استحقاق المرأة، التي تواجدها في المعترك السياسي ان دل على شيء فيدل على ان القيادة حكيمة تدرك اهمية دور المرأة الجاد لنجاح العمل السياسي الوطني.

 

سأترك العمل السياسي بمجرد عودة الوطن

وتوقعت الشابة اشتياق محمد سعد عبدالله، بترك المعترك السياسي بمجرد تحقيق هدف شعب الجنوب والمتمثل في استعادة الوطن الجنوبي، وقالت "احب العمل واثابر واجتهد فيه بكل ضمير، لذلك لا ازال في اول خطواتي وارجو من الله ان يحمل لي من الاقدار الطيبة المليئة بالنجاحات والصعود على سلم المراتب الاولى ولازلت بأذن الله قادرة على العطا والبذل فالطموح ليس له حدود، وانا اميل الى الشأن الثقافي أكثر من السياسي، لأني اجد نفسي بجمعيهم وبرغم اني لست سياسية فهي مرحلة ستنتهي باستعادة دولتي احتمال بعدها نترك السياسة لأنها في الوقت الراهن اصبحت شغفي ومبتغاي، اما الفن والثقافة فهما السكينة والهدوء والراحة، وهما لا يجتمعان اكيد ولكن السياسة شيء عارض والفن والثقافة شيء متأصل واجد نفسي فيه لذلك صعب الاختيار".

 

دور المجلس الانتقالي الجنوبي في دعم الفنانيين

 

وعن دور المجلس الانتقالي الجنوبي في دعم الفنانيين والمبدعين، قالت الأستاذة اشتياق "المجلس إمكانياته محدودة وهذا شيء معروف لسبب واحد لأنه لا يستلم ايرادات الدولة التي ممكن ان تغطي احتياجات الفنانين والمبدعين والشيء الأخر هو بفعل التفويض الذي منحه له الشعب في مهمة استعادة الدولة وبناء المؤسسات وبكل تأكيد الرئيس عيدروس الزبيدي قريب من الفنانيين والمبدعين ويحض على تشجيعهم، ونحن على ثقة بانه الفنان والمبدع سيحصل على كافة حقوقه مستقبلا في ظل دولة وطنية عادلة، إن شاء الله".

وأكدت ان "المجلس الانتقالي الجنوبي يخوض عدة حروب ويواجه عدة أزمات مختلقة، اقتصادية ومعيشية وكذلك الاشراف على القتال في الجبهات، في ظل عدم الايفاء بالوعود التي التزمت بها قوات التحالف العربي، من طبيعي ان يكون هناك قصور تجاه الفنانيين والمبدعين وتلبية احتياجاتهم، ومع هذا اقولها بكل صدق انه لا يتوان او يتأخر عن اي فنان او مبدع تقدم له بطلب اي مساعدة ويبادر ايضا لمد يد العون للجميع".

 

رسالة مفتوحة

وتوجهت الأستاذة اشتياق محمد سعد برسالة إلى "شعب الجنوب حبوا الوطن بصدق يكفي سنوات الالم والوجع التي نعيشها، اجعلوا مصلحة الوطن هي الأولى، ترفعوا عن الصغائر والخلافات وأدركوا تماما ان الاشخاص زائلون والوطن باقٍ، تحياتي لكل مواطن صابر يدرك حجم المؤامرة الاقليمية على الجنوب لنهب وسرقة ثروات الوطن، وحتما سننتصر هذا ظننا، والله يعدنا بالنصر والنصر قادم لا محالة وسينعم ويسعد الشعب بخيرات بلاده، تحياتي لصحيفة اليوم الثامن التي أصبحت من أفضل الصحف والمواقع بكادرها المتميز".