شعارات تنظيم القاعدة تعود بعد عقد من هزيمته..

تقرير: "لودر بأبين".. تمويل إقليمي قد يقود المدينة نحو المجهول

باتت لودر ساحة لأجندة يمنية وإقليمية، وذلك في اعقاب السيطرة عليها من قبل فصائل مسلحة تدين بالولاء لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، في يونيو (حزيران الماضي)

أصبح المطلوب من شباب محافظة أبين ان يقاتلوا من اجل تحرير محافظة البيضاء اليمنية – أرشيف

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن
أبين

قال مسؤولون أمنيون (غير رسميين)، ان تمويلا ضخما مقدم من دول إقليمية، وصل إلى مدينة لودر بمحافظة أبين (170 كم)، شمال العاصمة الجنوبية عدن، بهدف تشكيل فصائل مسلحة من أبين لتحرير محافظة البيضاء المجاورة، فيما عادت شعارات تنظيم القاعدة إلى المدينة والارياف المحيطة بعد نحو عقد من هزيمة التنظيم على يد قبائل العواذل كبرى قبائل محافظة أبين في العام 2012م.

وقال مصدر أمني (غير رسمي) لصحيفة اليوم الثامن عبر الهاتف "ان شخصيات يمنية من محافظة البيضاء، وصلت خلال اليومين الماضيين الى مدينة لودر، قادمة من دولة إقليمية، ونزلت في فندق المدينة، قبل ان تباشر عقد لقاءات مع شخصيات أمنية وعسكرية محسوبة على تنظيم الإخوان المصنف على قوائم الإرهاب".. مشيرا الى شخصية تدعي انها محسوبة على قبيلة الحميقاني في البيضاء اليمنية، أكدت ان تواجدها في لودر من أجل تشكيل قوام لواء مسلح من أبناء أبين لاطلاق عملية عسكرية لتحرير محافظة البيضاء".

"بن عديو" يستعد لإرسال تعزيزات عسكرية ولكن بشروط..

تقرير: "معسكر هادي".. مدينة لودر ساحة صراع أخير بين الرئيس ونائبه

وخلال السنوات الخمس الماضية مولت السعودية انشاء ألوية عسكرية لتحرير مدينة مكيراس الجنوبية، ومحافظة البيضاء اليمنية، ومن أبرز تلك الالوية المشكلة لواء الاماجد، الذي تقول العديد من المصادر انه لم يخض أي عملية عسكرية ضد ميليشيات الحوثي بالإضافة الى تشكيلات أخرى يقودها الشيخ السلفي حمزة الشعوي، وهو من المحسوبين على الرياض.

وأجرت صحيفة اليوم الثامن اتصالا بمسؤولين محليين في لودر، للتعليق على الأمر الا ان البعض اعتذر، وبرر أحدهم ذلك بأن المدينة تدار من قبل وزير الداخلية إبراهيم حيدان المحسوب على رجل الاعمال أحمد صالح العيسي، بالإضافة الى مستشار هادي، علي محمد القفيش.

وقالت مصادر حقوقية وحقوقيون مستقلون في أبين "ان أي عملية تجنيد من قبل شخصيات غير معروفة تندرج في إطار تجنيد المرتزقة، بحيث انه لا يحق لذوي المقاتلين في حال قتلوا او جرحوا مطالبة هذه الأطراف باي مستحقات، على اعتبار ان التجنيد تم بهدف حصول المقاتل على المال مقابل القتال".

وحذر ناشط حقوقي في منطقة دثينة المجاورة لمدينة لودر، من مغبة السماح بهذا التجنيد، (غير الرسمي)، والهادف الى حشد مقاتلين قد يستخدموا كوقود لحرب خاسرة.

وتساءل المصدر "هل كتب على أبناء أبين ولودر ان يقاتلوا دفاعا عن مدن يمنية هي في الأساس تتعايش مع الحوثيين، ولم تقاومه منذ العام 2014م، الا فيما ندر".. مؤكدا ان الهدف من هذا التجنيد استنزاف محافظة أبين في معارك خاسرة".

وحمل المصدر الحقوقي "الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، مسؤولية وتبعات أي عمليات تجنيد قد تحصل في لودر والمنطقة الوسطى بأبين".. مشيرا الى ان جهات مجهولة تستغل الحالة المعيشية لمعظم شباب أبين، وتجنيدهم لصالح اجندة، ليست وطنية".

"الأحمر" يزيح "العيسي" من ميناء قنا..

تقرير: "معركة لودر".. كيف أصبح "هادي واتباعه" الحلقة الأضعف

وحاول محرر صحيفة اليوم الثامن التواصل مع جهاز الحزام الأمني في المنطقة الوسطى، للتعليق على هذه الأنباء، الا ان هواتف تلك القيادات (مغلقة)، وهو كذلك الأمر مع القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة لودر، التي لا تتجاوب مع الإعلام وتفضل الصمت حيال ما تصفها مصادر جنوبية بالتجاوزات في المدينة.

وقال مصدر في القيادة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين "ان تمويلا إقليميا يقود لودر نحو المجهول".. مشيرا الى انه رصد وعن طريق ناشطين في الحراك الجنوبي، إعادة رسم شعارات تنظيم القاعدة في مدينة لودر والمناطق الريفية المجاورة، لأول مرة منذ هزيمة التنظيم على يد قبائل العواذل في العام 2012م.

قبائل العواذل تحذر من مغبة التدخل في شؤونها..

تقرير: "لودر".. المدينة التي هزمت "القاعدة" تكسر مشروع الإخوان مجدداً

وباتت لودر ساحة لأجندة يمنية وإقليمية، وذلك في اعقاب السيطرة عليها من قبل فصائل مسلحة تدين بالولاء لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، في يونيو (حزيران الماضي)، فيما يشكو مواطنو المنطقة الوسطى من تخاذل الأجهزة الأمنية الوطنية المتمثلة في قوات الحزام الأمني، والتي تشهد هي الأخرى انقساماً بين قيادتها في دثينة ولودر، وهو ما اثر سلبا على أداء تلك الاجهزة الأمنية.