الجنوب يرفض تصريحات "كاثي ويستلي"..

تقرير: موقف أمريكي مثير.. لماذا تغض واشنطن الطرف عن "القاعدة "

متظاهرون جنوبيون في مدينة سيئون حاضرة وادي حضرموت - ناشطون

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

هددت القائمة بأعمال السفير الأمريكي في اليمن كاثي ويستلي، المجلس الانتقالي الجنوبي، بفرض عقوبات، وذلك في أول ردة فعل على الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في شبوة ولودر ووادي حضرموت، وأكدت التظاهرات التي قوبلت بالقمع والاعتقالات، على مطلب استقلال اليمن الجنوبي وعودة دولته السابقة، بوصفها قضية عادلة.

وقالت ويستلي في تصريحات نشرتها الصفة الرسمية للسفارة الأمريكية على منصة تويتر "إن التصعيد في الجنوب يقوض الأمن والاستقرار ويهدد وحدة اليمن".

ووصفت التصريحات الأمريكية بانها جاءت لتعترف انها تغض الطرف عن الجرائم التي ترتكبها ميليشيات الإخوان، وكذا عن تحركات تنظيم القاعدة الإرهابي الأخيرة، وهي تحركات لم تدنها السعودية التي تقود تحالفا عربيا لدعم حكومة هادي ضد الحوثيين الموالين لإيران.

وعبرت مصادر دبلوماسية جنوبية عن استغرابها حيال هذه التصريحات في الوقت الذي يرتكب فيه تنظيم الإخوان جرائم حرب واضحة وموثقة للرأي العام، وأخره ما حصل في شبوة، من جرائم قتل وثقت قيام مسلحو الميليشيات الاخوانية بقتل متظاهرين عزل، رميا بالرصاص "بهدف القتل العمد"، دون ان يتم ادانة استخدام القوة العسكرية المفرطة في قمع المتظاهرين.

وعبر مصدر دبلوماسي جنوبي رفيع في حديث لصحيفة اليوم الثامن "انه ليس من حق السفارة الأمريكية او غيرها التدخل في شأن داخلي، للشمال والجنوب، ولا علاقة لها بما يجري، فمهمتها تقتصر على ربط العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية، وليس التدخل في الشأن الداخلي".

وسخر المصدر من التصريحات الأمريكية التي ادلت بها السيدة كاثي ويستلي، قائلا "يفهم من التصريحات التي ادلت بها السيدة ويستلي، بان تنظيم الإخوان المصنف على قوائم الإرهاب، ليس فرعا يمنيا للتنظيم الدولي، وانما هم "رعايا أمريكيون"، حتى تتدخل السفارة الامريكية بإصدار تصريح سياسي تستنكر فيه التعبير السلمي لأبناء حضرموت وشبوة ولودر".

وفند المصدر – الذي طلب عدم الإشارة الى اسمه لأنه غير مخول بالحديث للإعلام – التصريحات الأمريكية، "السفارة الامريكية باليمن لا ترعى أي حوار بين الطرف اليمني والجنوبي، فالاحتجاج الذي يفترض انه تقدمه، حين ما تتعرض مصالح واشنطن لأي تهديدات".

وعبر ناشطون وسياسيون جنوبيون عن استغرابهم حيال التصريحات الأمريكية، التي قالوا انها جاءت لدعم عودة تنظيم القاعدة، اشد الفروع تطرفا في الجزيرة العربية.

ووصف السيد هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، التصريحات الأمريكية بالمضحكة، قائلا " مضحك أن يأتيك من يحدد لك مصلحة بلدك وشعبك، ويقول لك ابق خاضعا تحت الذل والهوان، ولا تطالب باستقلال بلدك، ويصف إرادة الشعب بالتصعيد".

وقال "فلتعد جمهوريات الاتحاد السوفيتي المستقلة لحضن موسكو، ولتعد جمهوريات يوغسلافيا لحضن بلجراد، وهكذا كل الدول التي استقلت برعاية أمريكا، القيم لاتتبدل"

من جهته، عبر رئيس الادارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي محمد الغيثي، لتصريح القائمة بأعمال السفارة الامريكية لدى اليمن " كاثي ويستلي"، واصفا تلك التصريحات "بالسياسة المتخبطة".

وقال الغيثي في تصريح صحفي "لا شك ان استمرار غياب الاستراتيجية، والواقعية، وتجاهل المسببات الحقيقية للصراع، والسماح للأطراف بعدم الايفاء بالتزاماتها، وعدم وضع اجراءات رادعة للأعمال غير المشروعة، وإضعاف القرارات الدولية من خلال إفشال نفادها، قد أوصل الأوضاع الى ما هي عليه".

 

وقال "إن استمرار هذا التخبط، لن ينتج فقط واقعا خطيرا في الشمال يشكل بقاؤه تهديدا حقيقيا دائما على الجميع، سيتم تفعيله كلما دعت الحاجة، بل سيسهم في إشغال جميع الفاعلين عن ملف عودة النشاط الإرهابي، وحقيقة العمل الممنهج بهدف إفشال إجراءات وجهود التحالف العربي بما في ذلك اتفاق الرياض، وكل هذا، لن يغيّر من حقيقة تمسّك الناس بحقوقهم السلمية المشروعة، وتطلعاتهم الوطنية المكفولة، ورفضهم للظلم والقمع والممارسات المتطرفة بحقهم".

وبالمقابل، قال الغيثي "ستمنح هذه التفاصيل الناس فرصة لفهم حقيقة التزام الدول بمواقفها وقراراتها واجراءاتها، وقبل ذلك مبادئها وقيمها".

من جهته، رد السياسي الجنوبي البارز أحمد عمر بن فريد على التصريحات الأمريكية، وطالبها بالاعتذار عن تلك التصريحات التي قال انها تأتي منافية للقيم التي تعتنقها واشنطن.

 

من جهته، سخر الصحافي زيد الجمل، من التصريحات الأمريكية قائلا "إن تظاهرة واشطن التي اقتحمت الكنجرس لم تدان بهذه الشدة".

 

وقال "ان حماية الشعوب وسماع صوتها هو الذي يجب ان يحمئ ويصان ويعطى حقه، اليوم الجنوبيون يطالبون بدولتهم وحماية ارضهم وطرد مليشيات الاخوان".

وتساءل الصحافي حسين حنشي حول "هل تعي السفارة كيف يمكن ان تصل رسالتها الى شعب يطلب حق تقرير المصير وهناك قرارات اممية في ذلك منذ 94".

وأردف "هل تعي السفارة ان الانحياز في موقفها ضد من يكافح الارهاب بشهادة مخابراتها وفي صف من يرعاه بشهادة وزارة الخزانة فيها محبط ومدمر لها لاسيما بعد اعتبار الحوثي شرعي كذلك مع الاخوان".