أول اجتماع ثنائي لإعادة بناء الثقة..

تقرير: دعم "الإخوان".. أثقل ملف على العلاقات "المصرية القطرية"

موقف قطر من جماعة الاخوان ومن استضافة قياداتها لم يتضح بعد

الدوحة

التقى الثلاثاء في الكويت وفدان مصري وقطري في أول اجتماع بين البلدين منذ القمة الخليجية الأخيرة التي استضافتها مدينة العلا السعودية في يناير/كانون الثاني واختتمت أعمالها باتفاق مصالحة يؤكد على ضرورة تعزيز التعاون والتكامل الخليجي.

ويأتي اللقاء في سياق ترتيبات لبناء الثقة بعد توترات استمرت لنحو ثلاث سنوات بين دول المقاطعة ممثلة في السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة ودولة قطر من جهة ثانية.

ويشير اللقاء بين الوفدين المصري والقطري والذي يأتي بعد يوم من لقاء مماثل بين وفدين قطري وإماراتي إلى خطوات عملية هادئة لاستعادة الزخم للعلاقات الثنائية وطي صفحة الماضي لكن على أساس من المصارحة والمكاشفة.

ولم يخف الرباعي الخليجي العربي في السابق هواجسه الأمنية من التواصل القطري الإيراني من جهة وارتباط الدوحة بجماعات إسلامية بعضها مصنف على قائمة التنظيمات الإرهابية ومنها جماعة الإخوان المسلمين.

ومن المرجح جدا أن تكون المباحثات القطرية المصرية قد خاضت في هذا الملف تحديدا، حيث تستضيف قطر على أراضيها قيادات إخوانية تروج لخطاب التطرف وللعنف والفوضى في مصر.

وتوجد قيادات اخوانية فارة في الدوحة وأنقرة ملاحقة قضائيا بتهم تتعلق بالإرهاب، بينما لم يتضح موقف قطر من هذا الملف وما إذا كانت على استعداد لفتحه ومعالجته حيث يعتبر مفصليا في المصالحة مع مصر.

ورغم أن هذا الملف يثقل على المباحثات الثنائية، إلا أن اللقاء في حد ذاته يشكل اختراقا لجمود العلاقات بين البلدين ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بالتوازي مع مسار حل الخلافات العالقة.  

وقالت وزارتا الخارجية في كل من قطر ومصر في بيان إن وفدين من البلدين التقيا في الكويت الثلاثاء للمرة الأولى منذ اتفاق الشهر الماضي لإنهاء خلاف، في مسعى آخر لتسوية نزاع دبلوماسي خليجي كانت له تداعيات في الشرق الأوسط.

واتفقت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في يناير/كانون الثاني في قمة عُقدت في العلا بالسعودية على إعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية وعلاقات السفر مع الدوحة والتي كانت قد قُطعت في عام 2017 بسبب اتهامات لقطر بدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.

والتقت قطر أمس الاثنين بوفد من الإمارات في الكويت لإجراء محادثاتهما الثنائية الأولى.

وقال البيان "رحب الجانبان بالإجراءات التي اتخذها كلا البلدين بعد التوقيع على بيان العلا كخطوة على مسار بناء الثقة بين البلدين الشقيقين".

وأضاف "كما بحث الاجتماع السبل الكفيلة والإجراءات اللازم اتخاذها بما يعزز مسيرة العمل المشترك والعلاقات الثنائية بين البلدين وبما يحقق تطلعات شعبيهما في الأمن والاستقرار والتنمية".

ومنذ توقيع الاتفاق، استؤنفت الرحلات الجوية والسفر بين قطر والدول الأربع. وتقوم كل دولة بترتيب محادثات ثنائية مع قطر لحل القضايا الفردية.

وذكرت وزارة الخارجية البحرينية الشهر الماضي أنها بعثت برسالة إلى قطر تدعو الدوحة إلى إرسال وفد إلى البحرين لبدء محادثات ثنائية لتنفيذ اتفاق العلا. وقال وزير خارجية البحرين إن قطر لم ترد بعد.

وترتبط واشنطن بعلاقات قوية مع جميع الدول المعنية، بما في ذلك قطر التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة واعتبرت الخلاف تهديدا لجهود احتواء إيران. وضغطت من أجل تشكيل جبهة خليجية موحدة.