صحف محلية في خدمة أجندة "الدوحة" علناً..

تقرير: "تفتيت الجنوب".. مشروع يفضحه إعلام ممول من سفير السعودية

سفير السعودي محمد آل جابر متحدثا إلى الإخواني عبدالله العليمي خلال لقائه بالرئيس هادي في الرياض - ال

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

كثفت وسائل إعلام محلية في اليمن يمولها سفير السعودية محمد بن سعيد آل جابر، من تقاريرها الصحافية، حول مشاريع ترمي إلى تفتيت الجنوب، خدمة لأجندة الدوحة، في تناول يضع جملة من التساؤلات حول الاستفادة من تفتيت الدولة المنشودة التي وقف شعبها سدا منيعا في وجه المشروع الإيراني وحقق الانتصار الوحيد ضد جماعة الحوثي.

محرر "اليوم الثامن" رصد جملة من التقارير الصحافية الموجهة والمنشورة في العديد من وسائل الإعلام المحلية الممولة سعودياً، وجميع هذه التقارير تصب في خانة التهديد للمجلس الانتقالي الجنوبي، والضغط على فريق التفاوض لتقديم تنازلات كبيرة في سبيل السماح بعودة حكومة المنفى اليمنية التي تتقاسمها الأطراف الإقليمية المتصارعة فيما بينها.

 

انفصال عدن وحضرموت

 

خلال العقدين الماضيين هددت صنعاء بفصل عدن عاصمة الجنوب، عن محيطها الجنوبي، ومول النظام اليمني حينها أطراف سياسية (جميعها من خارج عدن)، لتنفيذ أنشطة سياسية تدعو لإقامة دولة عدن، وبأن عدن للعدنيين، غير ان هذا المشروع فشل في المهد على الرغم من تكرار أطراف مرتبطة بحكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور، استخدام هذا المشروع في مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي، غير انها فشلت مرة أخرى.

وفي حضرموت، أشرف الزعيم القبلي والإخواني صادق الأحمر على انشاء ما عرف بالعصبة الحضرمية، التي طالبت بانفصال حضرموت، ردا على تظاهرات شعبية تزعمها السياسي الجنوبي والمؤسس للحراك الجنوبي حسن باعوم، غير أن هذا المشروع فشل في المهد.

 

مشروع آل جابر

 

يشغل السفير السعودي لدى اليمن الرأي العام في الجنوب، بتوجهاته التي يقول جنوبيون انها لا تستهدف الجنوب، ولكن تمس المشروع العربي الذي تقوده السعودية، الأمر الذي يقول كثيرون إنهم لم يعد يفهموا ماذا يريد سفير الرياض لدى صنعاء سابقا ومأرب حالياً.

صحيفة محلية يمولها آل جابر، نشرت تقريرا عما أسمته "عدن للعدنيين"، واستعانت الصحيفة بآراء سياسيين ليسوا من أبناء عدن، للحديث على انهم يطالبون بفصل عاصمة الجنوب عن محيطها.

الصحيفة المحلية ذاتها، أعقب الحديث عن مشروع "عدن للعدنيين"، بالحديث عن حضرموت للحضارم، غير ان تظاهرة السبت الـ18 من يوليو (تموز)، قد تسببت بحالة ارباك كبيرة، لمشروع تفتيت الجنوب، وهو الأمر الذي دفع وسائل إعلام أغلبها ممولة قطريا إلى الحديث على انه التسجيلات المرئية التي بثت من حضرموت، قديمة وفي محافظة الضالع.

 

قناة روسية لتوكل كرمان: لا يوجد بحر في الضالع

 

 

وقد ذهبت القيادية الإخوانية الحاصلة على الجنسية التركية توكل كرمان إلى محاولة تكذيب تقرير بثته قناة روسيا اليوم، بالقول "ان تظاهرة حضرموت قديمة وفي محافظة الضالع"؛ الأمر الذي دفع أحد محرر الاخبار في القناة إلى تفنيد ذلك بالقول "ان الضالع محافظة جبلية وليس فيها بحر، كما ظهر في التسجيل المرئي الذي بثته القناة".

ولا يبدو الأمر مستغربا حول تلاقي المشاريع القطرية التركية مع ما يفصح عنه الاعلام الممول اقليميا، فخلال الثلاث السنوات الماضية، لوحت بعض الدوائر الدبلوماسية، بداعش والقاعدة التي قيل انها انتقلت من سوريا إلى اليمن، فيما إذا تأخر تسليم محافظات شبوة وأبين وعدن ولحج للحكومة اليمنية المؤقتة، وهو ما لم يتم حتى دعمت هذه "الأطراف" حكومة مأرب للسيطرة على شبوة النفطية وأجزاء من أبين، وفشلت حتى اليوم في التوغل صوب عدن العاصمة الجنوبية.

 

الرد على تظاهرات حضرموت وأبين ولحج

 

مصادر وثيقة الصلة، أكدت على تمويل أطراف إقليمية لتظاهرات في عدن وتعز، تخدم المشروع القطري التركي، وهو ما أكدت عليه صحيفة الأمناء الصادرة في عدن.

وقالت الصحيفة "إن حكومة اليمن المؤقتة وجهت بصرف 200 مليون ريال لتنظيم تظاهرات حاشدة في تعز تأييداً لتواجد قوات عسكرية تمولها قطر في مناطق الحجرية تحت شعار تأييد قرارات الرئيس.

وأضافت إن قيادات الإخوان المسلمين في تعز استلمت موافقة من مكتب الرئيس هادي بدعم رئاسي قدره 200 مليون ريال لتنظيم تظاهرات تؤيد بسط سيطرة الجيش على الحجرية وتنفيذ قرار تعيين قائد للواء 35 بالقوة.

وأكدت المصادر أن الشيخ حمود المخلافي خصص مليون ريال سعودي للتظاهرة، وإنه اقترح أن تكون تظاهرة في مدينة تعز، وأخرى في الحجرية بالتزامن، ويعقب التظاهرتين القضاء على التمرد في اللواء 35، حسب وصف المخلافي.

وأشارت المصادر إلى أن الشيخ حمود المخلافي وجه مساعديه باستدعاء كل الجنود الذين ينتمون إلى معسكرات قطر في تعز والذين يزيد عددهم عن 10 آلاف جندي من أجل صرف مرتباتهم بعد مشاركتهم في التظاهرة التي ستُنظم في الحجرية.

وحذرت المصادر من أن تظاهرة الإخوان في الحجرية قد تستغل لإدخال معسكرات قطر إلى الحجرية واجتياحها عسكرياً بغطاء التظاهر لمساندة قرار الرئيس هادي.