عرض الصحف العربية..

تقرير: الوفاق تقر بإمكانية سقوط طرابلس.. وصراع الميليشيات يتصاعد

سقوط طرابلس

طرابلس

مع تزايد التقديرات باقتراب معركة طرابلس من مرحلة الحسم، أقرت حكومة الوفاق الليبية بإمكانية سقوط طرابلس بيد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، فيما أكدت تركيا دعمها لقوات "الوفاق" في معركة سرت المرتقبة إلا أنها حددت في المقابل شروطاً لوقف النار والهدنة.

وأشارت صحف عربية صادرة اليوم الاثنين، إلى أطماع النظام التركي بقيادة رجب طيب أردوغان المأزوم داخلياً على الصعيد الاقتصادي، في الثروات الليبية، وهو ما يفسر اندفاعته المتهورة، بإرسال الأسلحة والقوات والمرتزقة إلى ليبيا، وسط تصدعات متواصلة في صفوف الميليشيات والمتطرفين، بعدما ازدحمت في طرابلس وجوارها من كل حدبٍ وصوب.

سقوط طرابلس
في تطور لافت لمشهد ميداني بدأ يتحرك بوتيرة متسارعة في ليبيا، أقرت حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، بإمكانية دخول قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، إلى العاصمة طرابلس.

وقال وزير الخارجية المفوض في حكومة الوفاق الليبية محمد سيالة خلال مؤتمر روما إن "طرابلس قد تسقط في يد الجيش الوطني"، مضيفاً "ربما يتمكن حفتر من دخول طرابلس، مع تزايد الانخراط الروسي من خلال تزويده بالطائرات المسيرة والمرتزقة، فإن احتمال سقوط العاصمة قائم".

وفي هذا الشأن، أضافت صحيفة "العرب"، في تقرير لها، أن حكومة الوفاق دخلت في حالة من الارتباك الشديد، خاصة وأن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة لم يستبعد هو الآخر إمكانية دخول قوات الجيش الليبي إلى طرابلس.

وعلى وقع هذه التطورات، سعى رئيس حكومة الوفاق الليبية، إلى محاولة التقليل من وقع تلك التصريحات والانتقادات، حيث أكد  حرصه على "توفير كل ما من شأنه دعم قوات الوفاق وتطويرها".

ودفع هذا الإقرار الصريح بإمكانية "سقوط طرابلس في يد الجيش"، المراقبين إلى توقع تطورات ميدانية نوعية خلال الأيام القليلة القادمة، وسط تزايد التقديرات باقتراب معركة طرابلس من مرحلة الحسم.

وقال النائب في البرلمان الليبي، أبوبكر بعيرة في اتصال هاتفي مع "العرب" أن تلك التصريحات "تعبر بوضوح عن حقيقة الوضع السياسي والميداني المعقد والمتدهور لحكومة السراج نتيجة استمرار قوات الجيش الليبي في التقدم بثبات وبزخم كبير نحو العاصمة طرابلس لتحريرها من قبضة الميليشيات والجماعات الإرهابية التي تعبث بأمن واستقرار ليبيا والمنطقة بأسرها".

معركة سرت المرتقبة
ومن جهة أخرى، عبّرت تركيا عن دعمها "قوات الوفاق" للمضي قدماً في "معركة سرت" المرتقبة، إلا أنها حددت في المقابل شروطاً لوقف النار والهدنة، بينها تراجع "الجيش الوطني"، بقيادة المشير خليفة حفتر، وانسحابه من سرت.

ووفقاً لصحيفة "الشرق الأوسط"، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن "قوات "الوفاق" مصرّة على استئناف هجومها ضد الجيش الوطني، إذا لم ينسحب من مدينة سرت الساحلية الاستراتيجية وقاعدة الجفرة"، مؤكداً أن بلاده ستدعم أي هجوم تقوم به حكومة الوفاق بشروط مسبقة.

وعن ضرب قاعدة الوطية في غرب ليبيا التي سيطرت عليها ميليشيات الوفاق بدعم من تركيا، قال جاويش أوغلو إن "هناك تحقيقاً لتحديد الطرف المسؤول عن الهجوم".


أطماع أردوغان
وفي سياق متصل، أفاد الكاتب حسن مدن في مقال له بصحيفة "الخليج" الإماراتية، أن "أطماع النظام التركي بقيادة رجب طيب أردوغان المأزوم داخلياً على الصعيد الاقتصادي، في الثروات الليبية، يفسر اندفاعته المتهورة، بإرسال الأسلحة والقوات والمرتزقة إلى ليبيا".

وأشار إلى فشل حكومة السراج على الرغم من الدعم الخارجي لها في إقناع الليبيين أنفسهم بـ"شرعيتها"، مؤكداً أن حقيقة أهداف تركيا من النجدة التي تُقدِّمها لهذه لحكومة السراج واضحة.

وأضاف أنه "في الوقت الذي صعدت فيه تركيا إلى المركز الثالث على صعيد الصادرات، إذ تصل صادراتها إلى ما تزيد قيمته على ملياري دولار سنوياً على الرغم من الحرب، فإن السلع التركية تتدفق إلى ليبيا بشكل غير مسبوق، فيما تم تقديم وديعة ليبية بنحو 8 مليارات دولار إلى البنك المركزي التركي". 

وبحسب الكاتب فإن "هذه المعطيات ما يكشف مزاعم تركيا، ويُسعف بفهم الأطماع التركية الحقيقية في ليبيا، بمساحتها الواسعة وثرواتها الهائلة، وهي الغنية بالنفط والغاز، والمهمة بموقعها الاستراتيجي في حوض البحر المتوسط وفي المنطقة المغاربية".

وختم الكاتب مقاله قائلاً: إن "أردوغان المأزوم داخلياً على الصعيد الاقتصادي، خاصة في ظل تبعات جائحة كورونا، يُدرك أن هيمنته على ليبيا تعني وضع يده على كنز منقذ، ما يفسر اندفاعته المتهورة في ليبيا، بإرسال الأسلحة والقوات والمرتزقة". 

وبدوره، قال الكاتب عبدالله بن بجاد العتيبي، في مقال له بصحيفة "الاتحاد" الإماراتية، بعنوان "ليبيا وصراعات ميليشيات الوفاق"، إن "حديث التاريخ وحديث الواقع شبه متطابقين في تناول موضوع الإرهاب والإرهابيين، وأنهم من أسرع الناس نزاعاً واقتتالاً، بسبب التطرف الشديد في الإيديولوجيا والتكفير، وهو ما جرى تاريخياً مع كل فرق الخوارج، التي كانت تقاتل بعضها وتتفرق وتتشتت في كل حينٍ، وهو ما يجري في الواقع الليبي، بعدما ازدحمت طرابلس وجوارها بالميليشيات والمتطرفين من كل حدبٍ وصوبٍ".

وأضاف أن "التطرف ليس وحده هو ما يفرق ميليشيات الإخوان والإرهاب في طرابلس، ولكن الخليط الذي جمعته تركيا من أمشاجٍ متعددةٍ، فمنهم الإخواني والقاعدي والداعشي، كما أن منهم أصنافاً من المرتزقة والمأجورين، الذين تدفع تكاليفهم تركيا على شكل رواتب شهريةٍ لم يلبثوا أن اكتشفوا الخديعة، وأن تركيا خدعتهم ورمتهم في الصحراء الليبية ككلابٍ ضالةٍ بلا مأوى".

وأكد الكاتب أن الضربة القوية التي تعرض لها الجنود الأتراك داخل قاعدة الوطية الليبية، كانت ضربةً مهمةً وموجعةً للمستعمر التركي وأردوغان تحديداً، مضيفاً أن "أردوغان سعى لتقليد النموذج الإرهابي الطائفي في المنطقة، مع عدم رؤية الفروق بينه وبين الدولة التركية، يعبّر عن حجم الهوى والوهم المسيطر على تفكير الرجل ورؤيته لمستقبله الشخصي، وانحيازه شبه الكامل لمشروع الإسلام السياسي الدولي، وليست للدولة التركي".

وختم الكاتب مقاله مؤكداً "لا يمكن للمحتل التركي أن يبقى طويلاً في ليبيا العربية، وكما طرد المحتلون من قبل سيطرد المحتل التركي".