سياسة «الكيل بمكيالين»..

تقرير عربي: كيف فضح «كورونا» إعلام قطر؟

"أرشيفية"

سارة وحيد

لا يتوقف إعلام الدول الداعمة لجماعة الإخوان عن التعامل بسياسة «الكيل بمكيالين»، وإظهار التناقض الشديد الذي تتعامل به تلك الجماعة وأذرعها في الخارج، لنجدها تهاجم مصر لمجرد إرسالها مواد طبية لدول أوروبية، بينما تشيد بمواقف الدول الداعمة للجماعة مثل تركيا وقطر خلال إرسالها معدات طبية لدول الغرب من أجل مواجهة كورونا.

 

 في 3 إبريل 2020، أرسلت مصر مساعدات طبية عاجلة إلى دولة إيطاليا لدعم الشعب الإيطالى في محنته، حيث يحصد وباء كورونا آلاف الحيوات يوميًّا، وترتفع الإصابات بين المواطنين في هذا البلد بشكل كبير، وحينها ذكر السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن مصر أرسلت لإيطاليا طائرتين عسكريتين تحملان كميات من المستلزمات الطبية والبدل الواقية ومواد التطهير، مشيرًا إلى أن مصر تقدم تلك المساعدات انطلاقًا من دورها الرائد تجاه الدول الصديقة فى مختلف أنحاء العالم، وتقديم الدعم والتضامن الدائم فى أوقات المحن والأزمات.

 

بمجرد أن تداولت المواقع العالمية هذا النبأ، مشيدة بموقف مصر ودورها الداعم لدول العالم في تلك الأزمة، شرعت كتائب الإعلام الإخواني، في مهاجمة «مصر»، وكشفت عن الإزدواجية وسياسة «الكيل بمكيالين» التي تتعامل بها الجماعة حينما يتعلق الأمر بمصر، بينما  تشييد بدور قطر وتركيا.

الكيل بمكيالين

فمذيع قناة الجزيرة القطرية، أحمد منصور هاجم مصر إثر إرسال مساعدات طبية لإيطاليا لمواجهة فيروس كورونا، في الوقت الذي امتدح فيه النظام التركي بعد قيامه بنفس الأمر.

 

و كتب تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، زعم فيها تفشي فيروس كورونا في معظم محافظات مصر وشكاوى الأطباء من نقص المعدات والاحتياجات الطبية، مدعيًا أن إرسال مصر للمساعدات مجرد تباهي من الرئيس عبدالفتاح السيسي.

 

وفي الوقت نفسه، المذيع ذاته افتضح أمره، بعد إرسال تركيا مساعدات إنسانية لإيطاليا أيضًا، وكتب في تغريدة له عبر موقع التدوينات «تويتر»:«في الوقت الذي تخلّت فيه أوروبا عن إيطاليا وتركتها تواجه فيروس كورونا المستجدّ، وحدها تركيا ترسل أطنانًا من المساعدات الطبية العاجلة لإيطاليا، وهذا يؤكد أن فيروس كورونا سيغير الخرائط السياسية وتحالفات وعلاقات الدول مع بعضها البعض.. فيا ترى ما شكل العالم بعد فيروس كورونا؟».

 

وفي هذا السياق، ذكر موقع تركيا الآن، التابع للمعارضة التركية، أنه في ظل تفشي جائحة كورونا في دول العالم أجمع، وقف المذيع الإخواني بقناة الجزيرة القطرية أحمد منصور، موقفًا متناقضًا من تقديم المساعدات لإيطاليا، إذ اعتبر مساعدة مصر لروما مهزلة، بينما امتدح تركيا لإرسالها مواد طبية إلى الإيطاليين.

محاولات كسب الود

وتأكدت سياسة «الكيل بمكيالين» أيضًا، عندما أرسلت الحكومة القطرية في 5 ابريل الجاري، 20 ألف قناع للوجه وقفاز طبي للعاملين في مجال الرعاية الصحية بمدينة نيويورك الأمريكية؛ لمساعدة الطواقم الطبية في الوقاية من جائحة فيروس "كورونا" على الرغم من معاناة الشعب القطري، والمقيمين من الأجانب والعمالة الوافدة داخل قطر من تفشي وباء كورونا المستجد بسبب غياب الإجراءات الصحية والوقائية اللازمة لمجابهة الفيروس.

 

وأرسلت قطر سابقًا دعمًا لمدينة هيوستن كبرى مدن ولاية تكساس الأمريكية، لمواجهة فيروس كورونا، وذلك في الوقت الذي ترتفع فيه حالات الإصابة بالفيروس داخل الدوحة، والتي سجلت  250 حالة إصابة جديدة مؤكدة بفيروس "كورونا"، ليصل إجمالي عدد الحالات المصابة إلى 1325 حالة وثلاث وفيات.

 

وبهذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ما تفعله قطر حاليًا ماهو الإ محاولة منها لكسب ود الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد الخسائر الاقتصادية الطائلة التي تكبدتها خلال الفترة الماضية بسبب فيروس كورونا، والمقاطعة العربية لها.

 

وأشار في تصريح لـ«المرجع»، أن قطر خلال فترة زمنية قصيرة، ستشهد انهيارًا اقتصاديًّا تامًا خلال السنوات المقبلة، نظرًا لأن اقتصادها هش، ومع تغير خريطة المشهد السياسي الدولي بعد جائحة كورونا، ترغب قطر في التقاط فرصة تضمن حصولها على دعم من دول الغرب، ومحاولة للبقاء في المشهد خوفًا من الانهيار التام.