تقديم "الجنوب" مكافئة وصوله إلى السلطة..

تقرير: "هادي".. رئيس مؤقت في مهمة أخيرة قبل عزله من السلطة

قلصت السعودية من صلاحية هادي لكنها ابقت على النائب كحاكم فعلي لليمن - ارشيف

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

قالت مصادر عسكرية في شقرة إن قائدا عسكريا مواليا للرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، دعا عسكريين محسوبين على أولية الحماية الرئاسية للحضور إلى بلدة شقرة في أبين؛ بالتزامن مع تحركات وتعزيزات عسكرية متواصلة تأتي تباعا من محافظة مأرب المعقل الرئيس لإخوان اليمن، التنظيم الحاكم منذ فبراير 2012م.

ويحكم التنظيم اليمني الممول من قطر وتركيا والسعودية، في الرئاسة اليمنية، بدعوى أن فرع التنظيم الدولي هو من أتى بهادي رئيسا مؤقتا لليمن، خلفا للرئيس صالح، حليف الإخوان السابق، والمقتول على يد الحوثيين الحليف الأخير.

وقالت مصادر عسكرية لـ(اليوم الثامن) :"إن قوات ما كان يعرف بالحرس الرئاسي وهم مقاتلون تم سحبهم من حدود السعودية، طلبت منهم قيادات موالية لهادي، القدوم إلى شقرة، استعدادا لما اسموه دخول العاصمة عدن".

ونفت مصادر عسكرية أخرى ان "تكون قوات مأرب قادرة على اجتياح عدن مجدداً، معتبرة ما ينشر بأنه يأتي في سياق الضغوط على الرياض لإدخال قوات شمالية إلى عاصمة الجنوب، على اعتبار انها عاصمة مؤقتة لليمن".

لم تعد حكومة هادي تتحدث عن احتلال الحوثيين الموالين لإيران، للعاصمة اليمنية صنعاء، بل أصبح الحديث عن معركة أخرى، تتمثل في تكرار التجربة التي فشل الحوثيون فيها، والمتمثلة في السيطرة على باب المندب.

تسليم المدن وأسلحة التحالف العربي في الشمال اليمن للحوثيين، والتوغل صوب الجنوب، وتعزيز القوات في وادي حضرموت والمهرة، والدفع بأخرى صوب شقرة بأبين، كلها مؤشرات على تغير استراتيجية الحرب بالنسبة لحكومة هادي، تأتي تماشيا مع معسكر "إيران وقطر وتركيا"، فالدوحة التي تتحكم في الإخوان أصبحت تحركهم وفق اجندتها المناهضة للسعودية، الأمر الذي يؤكد ان الحرب التي دشنت صوب الجنوب في اغسطس من العام المنصرم، تأتي وفق الاستراتيجية الجديدة للحرب بالسيطرة على المياه الدولية وجزيرة سقطرى.

اما السعودية التي تقود تحالفا عربيا لمحاربة إيران وحلفائها في المنطقة "تركيا وقطر" باتت تتعامل باستحياء مع رفض حكومة هادي تنفيذ اتفاق الرياض الذي رعته في مطلع نوفمبر من العام المنصرم.

باسم الدفاع عن شرعية هادي، يحشد الإخوان جنوبا بتمويل قطر وتركيا وإيران واسناد على الأرض من مليشيات الحوثي التي عززت من قواتها في شمال الضالع ومكيراس شمال أبين.

قلصت السعودية من دور هادي، لكنها ابقت على علي محسن الأحمر النائب كرجل أول، وهو الأمر الذي يبدو ان هادي أصبح عاجزا في اتخاذ أي موقف يوقف أي معركة جديدة قد يتم تفجيرها في الجنوب.

بقاء هادي مرتبط ببقاء الإخوان خارج عدن وباب المندب، وتحقيق ذلك، يعني انتهاء دور هادي الذي رسم له من البداية، لترشيحه وانتخابه، وهو الشرعنة لحرب جديدة على الجنوب، تنهي مطالب الاستقلال عن صنعاء.

مكافئة هادي لحفائه الذين دفعوا به رئيسا مؤقتا لليمن، هي منحهم الجنوب على طبق من ذهب، والجنوب اليوم يعد في قبضتهم باستثناء عدن ولحج وأجزاء من أبين وساحل حضرموت، اما منابع النفط في شبوة فقط سيطر عليها حلفاء المعسكر المضاد للتحالف العربي.

عزل هادي من السلطة قد لا تتأخر كثيرا، فالحرب التي ترسم الدوحة وطهران نهايتها تتمثل في السيطرة الإخوانية على الجنوب والحوثية على الشمال، عندها قد يتم التوصل الى صيغة مشتركة قد تحظى بقبول بعض القوى اليمنية الشمال، لكنها بكل تأكيد سترفض في الجنوب، مهما كانت نتائج الحرب.