حرب استخباراتية..

تقرير عربي: صراعات داخلية وراء اغتيال قيادي في حزب الله اللبناني

ملف أمني

وكالات
رجحت صحف عربية صادرة اليوم الإثنين، أن حادثة اغتيال القيادي في حزب الله محمد علي يونس تكشف عن وجود خلافات بين القيادات داخل الحزب، خاصة مع صعوبة اختراق أي جهاز أمني للمنطقة التي اغتيل فيها يونس والتي تقع تحت سيطرة حزب الله بصورة كاملة.

ووفقا لهذه الصحف، فإن عملية اغتيال يونس تشعل حرباً استخباراتية ناعمة لحزب الله، وهي الحرب التي ستفتح الباب نحو الكثير من التطورات الاستراتيجية في لبنان، وسط تصاعد التفاعلات السياسية في المنطقة والعالم.

أزمة حزب الله
وفي التفاصيل، أفادت مصادر سياسية لبنانية بأن اغتيال القيادي في حزب الله محمد علي يونس يكشف جانباً آخر من الأزمة التي يعاني منها الحزب، خصوصاً في مجال الفساد المالي.

وكشفت المصادر لصحيفة العرب اللندنية، أن يونس يعتبر قيادياً بارزاً، ولكن من الصفّ الثاني في الحزب، إذ أنه مكلّف بالإشراف على ملفّ حساس يسمى "الأمن المضاد". وأشارت إلى أن مهمّته الأساسية منع أي اختراقات خارجية للحزب، وذلك عن طريق عمله على الأرض، خصوصا في جنوب لبنان. ولاحظت هذه المصادر أنّ يونس اغتيل بين بلدتي قاقعية الجسر وزوطر الغربية في جنوب لبنان، وهي منطقة تقع كلّيا تحت سيطرة حزب الله.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن حزب الله سارع إلى توزيع معلومات تفيد بأنّ كمينا شاركت فيه ثلاث سيارات نُصب ليونس. لكنّ أوساطاً جنوبية استبعدت ذلك مشيرة إلى أن اغتيال يونس يأتى في إطار صراع داخلي في الحزب.

وربطت مصادر لبنانية مطلعة بين اغتيال يونس وتصفية أنطون الحايك في جنوب لبنان، والذي وصف بأنه كان مساعداً لعامر الفاخوري المتهم بالعمالة لصالح إسرائيل والذي تم الإفراج عنه وسفره إلى الولايات المتحدة، في خطوة أثارت جدالاً واسعاً في لبنان.

مسائل داخلية
فرضية وجود صراعات داخلية في حزب الله أدت إلى اغتيال محمد علي يونس، كانت أيضاً محوراً اهتمت به صحيفة النهار اللبنانية، والتي قالت: "بحسب معلومات متقاطعه فإن عملية الاغتيال قد تكون مرتبطه بمسائل داخلية وبالتالي فان بعض ما تردد تحدث عن ان القاتل الذي أوقف بعد الجريمة مناصر لأحد الأحزاب اللبنانية. ولم تصدر قوى الأمن الداخلي بعد بيانا عن ظروف الجريمة وكذلك ظل حزب الله على صمته".

وأضافت الصحيفة اللبنانية، أن ملابسات اغتيال يونس لم تتكشف بعد، موضحة في ذات الوقت أن حزب الله نعى يونس دون أن يوجه أصابع الاتهام إلى الموساد الإسرائيلي باعتبار أن يونس كان مسؤولاً عن ملف العملاء والجواسيس.

وأوضحت النهار أن ربط اغتيال يونس أيضا بقتل العميل السابق يوسف الحايك لم تتوافر له أسانيد، الأمر الذي يزيد من دقة هذا المشهد وتداعيات هذه العملية.

حرب استخباراتية
من جانبه، تطرق الكاتب علي الأمين في مقال له بصحيفة نداء الوطن اللبنانية إلى هذه العملية، قائلاً: "عملية قتل محمد علي يونس تثير تساؤلات عدة حول الجريمة نفسها داخلياً، وتوقيتها وأسباب وقوعها، فضلاً عن منفذها، لا سيما أن عملية القتل وقعت في منطقة بين بلدتي زوطر الغربية وقعقعية الجسر في قضاء النبطية، وهي منطقة تخضع لمراقبة أمنية، لكونها قريبة جداً من مراكز تابعة للحزب في محيط زوطر".

ونبه الأمين إلى أسلوب تعامل حزب الله مع هذه الواقعة، قائلاً: "إذا كان حزب الله وجّه مسار التكهنات نحو إسرائيل، كما هي العادة حين يتعرض أحد قادته أو كوادره الأمنيين للاغتيال، إلا أنها المرة الأولى التي يذهب فيها إلى تحديد مهمة المغدور أي "ملاحقة العملاء" فهو لم يسبق له ان حدّد طبيعة الوظيفة التي يقوم بها من تم اغتيالهم من كوادره في السابق الى هذا الحدّ".

وأوضح الأمين أن "حزب الله"، عاد ليخوض حرباً أمنية استخبارية "ناعمة" على تخوم الخط الأزرق، الأمر الذي يعكس الكثير من الجوانب الدقيقة لهذه العملية.

"ملف أمني" 
بدورها، أشارت صحيفة الشرق الأوسط إلى أن حزب الله وباغتيال محمد علي يونس خسر أحد قيادييه العاملين على "ملف أمني" في الجنوب.

وقالت مصادر واسعة الاطلاع للصحيفة، إن القتيل وبالأساس مسؤول أمني في المنطقة، ويتولى مهام ملاحقة عملاء إسرائيل وجواسيس الموساد، وعثر عليه في سيارته مقتولاً بطعنات ورمياً بالرصاص.

وأشارت المصادر للصحيفة أن الكمين وقع في الساعة الثامنة من مساء السبت، أي بعد ساعة على تطبيق قرار حظر التجول، الذي فرضته السلطات اللبنانية لمنع انتشار فيروس كورونا.

وقالت إن الصور الأولية التي جمعت من كاميرات المراقبة، أظهرت سيارة رباعية الدفع تلاحقه، وأكدت أن الحزب أعتقل أحد المشتبه بهم وأنه يجري التحقيق معه.