"تطورات ما بعد قمة كوالالمبور"..

خبير سعودي: "إخوان اليمن" يسعون لتحقيق صيغة إيران الشيطانية

جزء من تنظيم الإخوان في اليمن يمارس النفاق بالوقوف مع التحالف العربي - ارشيف

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

كشف خبير وكاتب سعودي بارز عن دور إخوان اليمن في تحقيق ما اسماها بالصيغة الإيرانية الشيطانية الرامية إلى قلب الطاولة على التحالف العربي الذي تقوده السعودي لدعم حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، التي يتحكم فيها التنظيم الممول من الدوحة.

وقال الخبير والكاتب البارز عماد المديفر في مقالة نشرتها صحيفة الجزيرة السعودية "إن عناصر تنظيم «إخوان اليمن» الإرهابي تغلغلوا منذ وقت مبكر داخل الحكومات اليمنية المتعاقبة، «ولم يكن نفوذهم مقتصراً على مجالي الأوقاف والإرشاد والتربية والتعليم، بل إنهم تغلغلوا في معظم مفاصل الدولة، سواء منها المؤسسات الأمنية والعسكرية أو الدبلوماسية والإعلامية»، تمامًا كما أنهم تغلغلوا كذلك في «المؤتمر الشعبي العام»، فمنذ تأسيسه وحتى اليوم؛ والإخوان المسلمون «جزء فاعل فيه»".

وضمن هذا السياق يقول الكاتب "نستطيع أن نفهم العديد من التطورات والأحداث الأخيرة على المسرح اليمن، لا سيما تلك التي تلت ما سمي بـ»القمة الإسلامية المصغرة» في كوالالمبور، والتي جمعت «أردوغان» و»تميم بن حمد آل ثاني» و»حسن روحاني»، بالإضافة إلى تحركات وتصريحات عدد من وزراء الحكومة اليمنية، كوزير النقل «صالح الجبواني»، ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية «أحمد الميسري»؛ والتي تبرأت من تصريحاتهما الرئاسة اليمنية".

وقال المديفر "يُخطئ من يظن أن «إخوان اليمن» يريدون القضاء على ميليشيات الحوثي الإرهابية! بل هم يسعون في الواقع إلى تعزيز نفوذهم، وتقوية مراكزهم العسكرية والمالية والسياسية، وبسط سيطرتهم لتحقيق حلمهم في حكم اليمن، وهم يعتقدون أن ذلك لن يتحقق لهم إن تم القضاء على خطر ميليشيات «الحوثي» الإرهابية".

وأضاف " كما يعتقدون أنهم لربما سيكونون الهدف التالي لقوات التحالف إذا ما تم تدمير الحوثي، والقضاء على خطره بنجاح، لذا فهم يسعون إلى «إدارة الأزمة» من خلال الإمساك بكل خيوط اللعبة على الساحة اليمنية، فتجدهم يتوزعون، ويتبادلون الأدوار فيما بينهم عبر الأحزاب والجبهات والمحاور هنا وهناك، فجزء منهم مكشوفون مع محورهم الأصلي، المحور التركي القطري، وآخر منافق، مع محور التحالف، للقيام بعمليات تكتيكية لتحقيق أهداف إستراتيجية، وعلى عاتقهم تقع المسؤولية الأكبر، وثالثة الأثافي ضمن معسكر الحوثيين أنفسهم".

وقال "إن إخوان يعتقدون أنهم يمسكون بكل خيوط اللعبة، ويديرونها، فيقدمون المعلومات للجميع، وبين الجميع، ومن الجميع! وهم في الوقت ذاته لا يتوانون عن التصريح في الاجتماعات واللقاءات الثانوية وشبه الرسمية مع السياسيين والعسكريين والباحثين والإعلاميين من دول التحالف بأنهم «كإصلاحيين وليس إخوان مسلمين» يمتلكون القاعدة الشعبية الأكبر في اليمن، وأنه لا يمكن للتحالف أن يحسم المعركة، أو يقضي على «الحوثي» إلا بالشراكة معهم، وبالتالي هم يريدون ضمانات تحقق لهم مطامعهم في حكم اليمن، تماماً كما يريدون القضاء على أي مهدد أو منافس لهم في تطلعاتهم تلك، والتي تتمثل في السيطرة على زمام الدولة اليمنية المستقبلية".

وأكد الخبير السعودي "أن إخوان اليمن لا يتوانون في التلويح علناً بالشراكة مع الأتراك، واستدعائهم، كلما شعروا بضغط، بهدف قسر التحالف - بزعمهم - على التعاون معهم. بيد أنه ومع شعورهم بانكشاف أمرهم، وانفضاح تلاعبهم، وتضييق الخناق عليهم مع الوقت أكثر فأكثر من قبل التحالف والقوات اليمنية الوطنية الموالية له والمعادية للإخوان، وتضييق الخناق على ميليشيات الحوثي، فإن سيناريوهات تشكيل قيادة مشتركة بين «إخوان اليمن» وتركيا ضد تحالف دعم الشرعية بشكل علني وواضح باتت أقرب من أي وقت مضى، يدعمها التحركات التركية - القطرية الرسمية لتحقيق تفاهمات نهائية مع طهران حول الصيغة الشيطانية المثلى لـ«قلب الطاولة على التحالف» بزعمهم، ولتصبح اليمن مسرحاً للنفوذ التركي - الإيراني جنوب الجزيرة العربية، ومصدر تهديد دائم لدول المنطقة، باعتبارها دولة إخوانية حوثية".