العلاقات النفعية بين الطرفَين..

تقريرعربي: كيف تحولت إنتهازية سياسية إخوان اليمن؟

علي محسن الأحمر وعبد المجيد الزنداني

اليمن

برزت جماعة الإخوان المسلمين لأول مرة في اليمن في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وذلك عندما أنشأ عبدالمجيد الزنداني ومجموعة من رجال الدين نظام تعليم ديني في شمال البلاد، يهدف إلى مواجهة موجة العلمانية القادمة من جنوب اليمن الاشتراكي.

في عام 1990م، قام الزنداني وعبدالله الأحمر وعلي محسن الأحمر ومحمد اليدومي، بإنشاء حزب التجمع اليمني للإصلاح؛ ليكون بمثابة فرع لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن.

استغل الرئيس اليمني علي صالح، نفوذ الحزب القبلي وشعبيته لتوطيد حكمه؛ لكن العلاقات النفعية بين الطرفَين بدأت تتوتر منذ نهاية التسعينيات وبداية الألفية الثالثة؛ لسببَين رئيسيَّين: رغبة علي صالح في توريث الحكم لابنه أحمد؛ ما هدَّد طموحات الحزب السياسية في البلاد، وثانيًا ظهور اهتمام تركي باليمن والحزب من خلال حزب العدالة والتنمية؛ ما أضاف سندًا خارجيًّا آخر إلى الإخوان المسلمين، إضافة إلى سندهم القديم المتمثل في قطر.

نستعرض في هذا التقرير أبرز الشخصيات الإصلاحية التي أثارت جدلًا، وتسببت في تعميق الأزمات في بلد يعاني الأزمات منذ سنوات.

هو أحد مؤسسي الحزب البارزين، جنَّد اليمنيين للقتال في أفغانستان كمجاهدين، ووقف خلف تصفية عدد من القادة الاشتراكيين البارزين من الجنوب، كما وقف وحزبه إلى جانب علي صالح في الحرب ضد الجنوب في عام 1994م، مستعينين بالجهاديين.

يُعد علي محسن القبضة الحديدة للرئيس اليمني علي صالح، وثاني أقوى رجل في اليمن، حسب وصف السفير الأمريكي في اليمن توماس كراجيسكي؛ وذلك بفضل علاقاته القبلية وقيادته الفرقة الأولى مدرَّع. استغلّ محسن ثورة الشباب في عام 2011م وحشد جنوده الموالين؛ من أجل تقوية حزب الإصلاح وتحقيق طموحاته.

يعيش علي محسن حاليًّا في السعودية كنائب للرئيس وكقائد أعلى للجيش، حصل على المنصب لأسباب تعود جزئيًّا إلى توقُّع مساعدة علاقاته القبلية في جهود التحالف في الحرب، لكنه -في الواقع- أصبح يوظِّف نفوذه لصالح جماعة الإخوان المسلمين.

قام الزنداني بتأسيس جامعة الإيمان في صنعاء عام 1993م، وقد أثارت الجامعة جدلًا حينها؛ بسبب مسؤولية بعض من طلابها عن بعض الحوادث الإرهابية وجرائم القتل، حسب وزارة الخزانة الأمريكية، ومن تلك الجرائم اغتيال جار الله عمر، الزعيم الثاني للحزب الاشتراكي اليمني.

تم تصنيف الزنداني كإرهابي عالمي من قِبَل وزارة الخزانة الأمريكية في عام 2004م؛ بسبب علاقاته الطويلة مع أسامة بن لادن، والتجنيد النشط لمعسكرات تنظيم القاعدة، وتيسير شراء الأسلحة نيابةً عن “القاعدة” والإرهابيين الآخرين.


تمكَّن الزنداني من التأثير في كثير من القضايا الإرهابية والحزبية المتطرفة، ودعمها من خلال فتاويه ونفوذه اللذين سخَّرهما في توسيع القاعدة الشعبية لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن وقمع المناهضين لهم.

تعود أصول توكل كرمان إلى تركيا، وقد حصلت على الجنسية التركية في عام 2012. وُلِدت وعاشت في اليمن وعملت كعضو في اللجنة المركزية لحزب الإصلاح. بدأت نشاطها في عام 2004م من خلال الهجوم الصحفي والاعتصامات ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح؛ بسبب نزعته نحو “التوريث”.

تزايد نشاط توكل كرمان حدَّةً منذ عام 2007م؛ حيث طالبت علانيةً بإسقاط نظام علي صالح. يصادف عام 2007م تاريخ تولِّي أول رئيس لتركيا من حزب العدالة والتنمية، أبرز داعمي الإخوان المسلمين في اليمن؛ وهو ما يدفع إلى الاعتقاد بِقِدَم الصلات والدعم بين كرمان وتركيا.


توكل كرمان تلتقي أردوغان في أنقرة


بلغت توكل كرمان أوج نشاطها في عام 2011م عند انطلاق ثورة الشباب في اليمن، وحصلت خلال ذلك العام على جائزة نوبل للسلام؛ بدأت علاقاتها تظهر على السطح أكثر منذ ذلك الحين، حيث التقت ولي العهد القطري والتقت الرئيس التركي، وهي تعيش حاليًّا في إسطنبول؛ حيث تُدير قناة “بلقيس” الفضائية. عُرفت توكل كرمان بدفاعها المستميت عن حزب الإصلاح وجماعة الإخوان، وبتصريحاتها المثيرة للجدل؛ والتي منها وصفها الرئيس المصري محمد مرسي، بـ”آخر الأنبياء” عند وفاته.

وصفتها حنان أبو الضياء، مؤلفة كتاب “جواسيس الجيل الرابع من الحروب”، بأنها “ماركة النشطاء السياسيين الذين انتقلوا بنضالهم إلى خانة المليونيرات”.

هو أحد أبناء الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، مؤسس حزب الإصلاح في اليمن. يشتهر حميد بتجارته العملاقة وتقلُّده عدة مناصب سياسية؛ منها عضوية مجلس النواب اليمني وعضو لجنة التنمية والنفط.


استمد حميد نفوذه من مناصبه ومناصب والده السياسية العُليا؛ والتي منها رئاسة مجلس النواب، وتزعمه قبيلة حاشد الشهيرة باليمن، ومكَّنه ذلك من تأسيس وإدارة مجموعة مشروعات عملاقة تُثري قبيلته وأُسرته وتموِّل أنصارهم من أعضاء حزب الإصلاح.

لعب حميد دورًا مهمًّا في ثورة الشباب اليمنية وتوسيع نفوذ الحزب شعبيًّا وعسكريًّا من خلال حشد الأعضاء والأنصار والمال؛ في محاولة للهيمنة على الثورة والاستئثار بالحكم، ومن أجل ذلك تلقَّى دعمًا بما لا يقل عن 250 مليون دولار من حكومة قطر، بالإضافة إلى الدعم التركي. يعيش حميد في تركيا حيث يستثمر أمواله في أنشطة يُشتبه في أنها غسيل أموال، ناهيك بدعمه حزب الإصلاح، فرع جماعة الإخوان المسلمين المُصنفة كجماعة إرهابية في عدة دول.

موقع كيوبوست