إجراءات التصدي لخطر الإرهاب..

خبرة المغرب تؤهله للمشاركة في قمة "إيكواس"

المغرب في أشغال الدورة الاستثنائية لقمة المجموعة الاقتصادية

محمد ماموني العلوي

عقد رؤساء معظم الدول الـ15 الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب أفريقيا (إيكواس) إلى جانب موريتانيا وتشاد والكاميرون قمة في عاصمة بوركينا فاسو واغادوغو، السبت، لمحاولة إيجاد حلول للتصدي لتقدم الجهاديين في منطقة الساحل.

وشارك المغرب في أشغال الدورة الاستثنائية لقمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، التي طرحت  مسألة مكافحة الإرهاب، في خطوة تكشف إقرارا دوليا بالأدوار التي يلعبها المغرب في هذا المجال والأداء الناجع لقواته الأمنية.

وأوضحت الخارجية المغربية أن الدعوة الموجهة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس والذي أناب عنه كل من وزير الخارجية ناصر بوريطة، والمدير العام للدراسات والمستندات، ياسين المنصوري، تعكس دور المغرب باعتباره شريكا متميزا لهذه المجموعة ولغيرها من المؤسسات المعنية بمكافحة الإرهاب وانعدام الأمن في المنطقة، وتشكل اعترافا بدعم المغرب الهام والحاسم في مجال التصدي لهذه المخاطر الأمنية.

وتأتي هذه القمة المخصصة لمكافحة الإرهاب بينما  يتضاعف عدد الهجمات (الحوادث) المرتبطة بالمجموعات الإسلامية التي يتم إحصاؤها في المنطقة، كل سنة منذ 2016 ليبلغ 465 في 2018، أي أكثر من هجوم في اليوم، حسب المعهد الفكري الأميركي “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية”.

وتتطلع الدول الأفريقية إلى التعاون الأمني والاستخباراتي مع المغرب على غرار العلاقات التي تربطه مع دول أوروبية وغيرها على المستوى الإقليمي والدولي. ويعتقد باحثون أن المقاربة التي ينتهجها المغرب في محاربة الظاهرة الإرهابية لا تتوقف على ما هو أمني بل يتقاطع فيها السياسي والاجتماعي والديني أيضا، وهذا ما جعل مجموعة “الإيكواس” تدعو المغرب كفاعل عالمي في هذا المجال، إلى المشاركة في أعمال القمة الاستثنائية لمحاربة الإرهاب، وذلك  لعرض استراتيجيته التكاملية في مكافحة التطرف بشتى أشكاله.

ويتفق الباحثون والمسؤولون السياسيون والمنظمات غير الحكومية وحتى الجنود على أمر واحد هو أن “الحل للقضاء على الإرهاب لا يمكن أن يكون عسكريا فقط”.

ويرى خبراء أمنيون أن انضمام المغرب لقمة إيكواس، سيكون ذا فائدة أمنية واقتصادية لكلا الطرفين كون المملكة جزءا مهما وأساسيا داخل الفضاء الاقتصادي الأفريقي. وهذا ما دفع رئيس وحدة معالجة المعلومات المالية، جوهر النفيسي، إلى الإقرار بنجاعة الاستراتيجية المغربية وفعاليتها في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله.

وفي سياق تتبع السلطات الأمنية المغربية لتحركات الإرهابيين، تمكنت شرطة مكافحة الإرهاب المغربية الأسبوع الماضي من تفكيك خلية إرهابية على صلة بتنظيم الدولة الإسلامية وتوقيف خمسة من عناصرها في مدينتين بشمال المغرب.

وبحسب بيان لوزارة الداخلية المغربية فإن الموقوفين الذين تراوح أعمارهم بين 27 و41 عاما خططوا للالتحاق بمعسكرات التنظيم الجهادي في منطقة الساحل والصحراء “قبل أن يقرروا تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مواقع حساسة في المغرب”.