"اندبندنت عربية" تحرف تصريحات لـ"عمرو البيض" والأخير ينفي..

تقرير: صحافة السعودية.. الدفاع عن الوحدة اليمنية بتحريف التصريحات

المسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي عمرو علي سالم البيض - أرشيف

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات
  • زعمت اندبندنت السعودية أن من عطل اتفاق الرياض هو المجلس الانتقالي لأنه رفض الدفع بقواته لقتال الحوثيين

  • اندبندنت عربية: قوات العمالقة الجنوبية تتبع "طارق صالح" وهو من قدم لها الدعم

  • عمرو البيض لـ(اليوم الثامن): صحيفة اندبندنت قامت بتحوير وتحريف كلامي

  • صحيفة عكاظ السعودية حرفت مقالة لـ"أحمد عمر بن فريد" في سقوط مدني كبير

 

منذ انطلاق الحركة الوطنية الجنوبية (الحراك الجنوبي)، كانت للسعودية مواقف رافضة لأي صوت جنوبي على الرغم من إقرار الرياض وعلى لسان مسؤولين بارزين بوجود قضية جنوبية، جاءت نتيجة الانقلاب على مشروع الوحدة السلمي بالحرب وفتاوى التكفير الشهيرة، الا ان الرياض شكلت تحالفا مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح في معاداة الجنوب، وذلك في اعقاب توقيع الأخير اتفاقية ترسيم حدود تنازل بموجبها عن "أراض جنوبية"، للسعودية مقابل دعم موقفه في السيطرة على الجنوب عسكريا.

وعلى الرغم من انقلاب حليف (علي عبدالله صالح) على كل الاتفاقية وتحالفه مع الحوثيين، الا ان مواقف السعودية لم تتغير رغم تدخلها في تحالف العربي لردع الحوثيين، لكنها ظل تدعو الاذرع الإيرانية للسلام، لكن المواقف تجاه الجنوب لم تتغير.

يبرر صحافي سعودي يعمل في صحيفة عريقة "الأسباب الى انه يقفون في صف الوحدة اليمنية على اعتبار ان ذلك هو موقف نظام المملكة العربية السعودية".

وبشأن المكاسب التي حققها الجنوب عسكريا في التحالف العربي، قال الصحافي السعودي - الذي طلب عدم الإشارة الى اسمه - "إنها تظل مكاسب يمنية، ولا يمكن لأحد احتسابها غير ذلك".

وحين تمت مواجهة بعض التصريحات السعودية التي تقر على أن ما يجري في اليمن شأن داخلي، أكد ان موقف المملكة العربية السعودية من الأزمة اليمنية ان يظل اليمن مستقرا موحداً".

وان كان هذا اليمن المستقر في قبضة الحوثيين الموالين لإيران؟ سألناه، فأجاب "الحوثيون هم جزء من الشعب اليمني، والسعودية تريد ان يتوحد اليمنيون فيما بينهم لا ان يتفرقوا ويتشرذموا، والجنوب غني بالثروات والشمال فقير لذلك ليس من العقل ترك اليمن الشمالي للفقر والجوع والجنوب بمساحته الجغرافية الكبيرة وثروات الهائلة والكبيرة، لذلك الوحدة أنسب شيء للشعب اليمني من وجهة نظر السعودية بعيدا عن أي إشكاليات أخرى"؛ في إشارة الى هيمنة ايران على جغرافيا اليمن الشمالي.

ومؤخرا وعلى هامش المشاورات اليمنية اليمنية التي ترعاها المملكة العربية السعودية في مقر امانة مجلس التعاون الخليجي، زورت صحيفة سعودية تصريحات للمسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي عمرو البيض، زعم فيها ان مشروع (الانفصال) ليس حلا لقضية الجنوب، الأمر الذي اثارت التصريحات صدمة كبيرة في الشارع الجنوبي، لكن ظل الحديث على انها عملية تحريف للتصريحات في واقعة ليست الأولى التي تقدم فيها الصحافة السعودية على تزوير تصريحات لمسؤولين جنوبيين.

وأجرت صحيفة اندبندنت عربية المملوكة للسعودية مقابلة مع المسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي عمرو البيض نجل الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض الذي وقع اتفاقية الوحدة مع اليمن الشمالي.

ونسبت الصحيفة تصريحات إلى البيض، قوله "نحن لم نأت إلى الرياض لفرض الانفصال (الاستقلال)، بل لوضع أُطر تستوعب القضية التي نعمل عليها، أما الانفصال في هذا الوقت ليس حلاً، بل سيكون مشكلة، هذا يمكن مناقشته بعد انتهاء الحرب واستعادة الخدمات وإصلاح المعيشة، لكن الآن نريد أن نضع إطاراً للتعامل مع القضية والاعتراف بها والعمل على أساسها، ثم نتجه لمواجهة العدو المشترك وهو الحوثي، وبعد انتهاء الحرب واستعادة الدولة يمكن مناقشة الانفصال".

وشنت الصحيفة السعودية هجوما على المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تعترف به الرياض كممثل للجنوب بعد ان وقع اتفاقية الرياض التي انتهت ببدء مشاورات مؤتمر الرياض لحل الازمة اليمنية.

ووصفت الصحيفة المجلس الانتقالي الجنوبي بالكيان الطارئ، لكنها تعترف في ذات الوقت بكيانات يمنية إخوانية ليس لها أي وجود على أرض الواقع ومنها تيار النهضة الاخواني الذي تقول تقارير جنوبية ان قياداته متورطة في هجمات إرهابية.

وزعمت الصحيفة السعودية أن من عطل اتفاقية الرياض هو المجلس الانتقالي الجنوبي، حين قالت "تعطل اتفاق الرياض بسبب عدم التحاق القوات المسلحة التابعة للانتقالي بالجبهات، وهو من يعطل الاتفاق".

وتجاهلت الصحيفة السعودية التي يشرف على سياستها التحريرية مسؤولون سعوديون من الإخوان.

وقالت الصحيفة السعودية إنه " في ديسمبر (ايلول)  2021، انطلقت قوات كانت تقاتل بجوار طارق تدعى "ألوية العمالقة"، وهي قوة جنوبية تتشارك معه غرفة عمليات موحدة في الساحل لتحرير شبوة الجنوبية من سيطرة الحوثي، ونجحت بتحقيق ذلك في 10 أيام، وهو ما يطرح سؤالاً حول "هل تلك القوات من صنعاء أم من عدن؟"، وهل بات "عدو" عمرو بجوار بيته في شبوة، ليجيب البيض بحزم "لا ولن يكون".

وقال البيض "من حرر شبوة ليس طارق صالح، بل قوات العمالقة، وهذه القوات لا تدين لطارق بشيء"؛ الا ان صحيفة اندبندنت السعودية عادت لتزعم أن القوات الجنوبية لقيت دعماً من طارق بحسب ما وصفته الصحيفة لمراقبين لكنها لم قتل من هم المراقبون الذين كشفوا دعم طارق لقوات العمالقة الجنوبية.

لكن البيض عاد ورفض مزاعم الصحيفة السعودية بالتأكيد على أن "العمالقة هي من ساعدته، وليس هو من ساعدها، العمالقة ذهبت إلى الساحل لمساعدته قبل فترة والآن عادت، ولا لطارق فيها طلقة واحدة، ولن نسمح بأي نفوذ له فيها".

وحول مزاعم الصحيفة بان البيض تحدث عن تمسك المجلس الانتقالي الجنوبي بالوحدة، قال البيض لصحيفة اليوم الثامن "حرفوا كلامي واختزلوه"؛ لكن الصحيفة في ذات المقابلة تؤكد وعلى لسان المسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي "انهم يلتقون في الرياض مع حلفاء في مواجهة الحوثي لكنهم يظلون خصوما لأنهم يتمسكون بالوحدة اليمنية"؛ في إشارة الى الهيمنة العسكرية اليمنية على الجنوب والتي جاءت في اعقاب الانقلاب على مشروع الوحدة السلمي في منتصف تسعينيات القرن الماضي.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تحريف التصريحات الجنوبية، فقد سبق وقامت صحيفة عكاظ في العام 2014م بتحريف تصريحات منسوبة للسياسي الجنوبي أحمد عمر بن فريد، التي زعمت الصحيفة حينها ان بن فريد يدعم الوحدة اليمنية، على الرغم من ان الصحيفة قدمته على انه قيادي في الحراك الجنوبي الذي ينادي باستقلال الجنوب.

ونفى بن فريد ما نشرته صحيفة (عكاظ) السعودية على لسانه، وقال البيض " حاولت أن افتح نافذة إعلامية في صحيفة (عكاظ السعودية) عبر صديق قديم الذي وعدني بالنشر، وقد حرصت في كل مرة تذكير أن هدفنا كجنوبيين لا يقبل أي خيارات في إطار ما يسمى بالوحدة اليمنية، وكان أن ارسلت له مقالا انشر نصه حرفيا كما أرسلته حرفيا، إلا أن الزميل وللأسف الشديد خذلني وخذل شرف المهنة المرتكز على المصداقية وعمد على تحويل المقال الى مقابلة صحفية لم تحدث".

وقال بن فريد " الأسواء من كل ذلك هو الحديث بلساني عن الوحدة وأهميتها. وهذا مالا اقبله ولا ارضاه مع ما يمكن أن يحدثه من بلبلة حول موقفي الثابت الصلب الذي بعلمه شعب الجنوب جيدا".

وخاطب بن فريد زميله قائلا " أقول للزميل عيب عليك وأقول لشعب الجنوب أن أحمد عمر بن فريد كان ولازال وسيبقى مع شعب الجنوب في خياره الاستراتيجي المتمثل في الحرية والاستقلال وبناء الدولة الجنوبية كاملة السيادة وعيب يا عكاظ".

واضاف "مما يؤسف له أن الكثير من المواقع اليمنية استغلت هذا التزوير البين لتعيد نشر هذه المقابلة المفبركة والترويج لها .. وانا اربا بجريدة عكاظ كمؤسسة إعلامية رائدة أن تقع في مثل هذا الخطأ الإعلامي المهني وأعتقد أن زميلي الصحفي قد أخطأ هو فيما فعل دون تقدير".