"رواد الحركة التنويرية"..

تقرير: "صالح باصرة " في كتابٍ حديث للأستاذ الدكتور خالد طوحل  

يعتبر البروفيسور/ صالح علي باصرة رائد الحركة التنويرية في اليمن بلا منازع

جهاد باحداد

صدر مؤخراً الطبعة الأولى من كتاب "صالح علي باصرة من رواد الحركة التنويرية ١٩٥٢- ٢٠١٨" للأستاذ الدكتور/ خالد عبدالله عبدربه طوحل أستاذ التأريخ بجامعة عدن، الذي صدر عن مركز دول حوض البحر الأحمر – عن دار أريثيريا للنشر والتوزيع في جمهورية السودان الشقيقية، في 128 صفحة (من القطع المتوسط)، ويتناول الكتاب حقبة تاريخية توثيقية للحياة التنويرية للقامة الأكاديمية المتميزة البروفيسور/ صالح باصرة الذي تقلد الكثير من المهام الأكاديمية والإدارية والرسمية في الدولة، ويأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة الكتب التوثيقية التي تصدر عن دار أريثيريا للنشر والتوزيع والتي تهتم بالتوثيق لأعمال وأنشطة الرواد على المستوى الإقليمي والعالمي.

 

واستعرض الأستاذ الدكتور/ خالد طوحل في كتابه تجربة باصرة العلمية والعملية والسياسية والثقافية والاجتماعية في فنون العلم والسياسة والثقافة  والمعرفة وغيرها الكثير من المعلومات والموضوعات العلمية التوثيقية عن حياته وتجربته بأسلوب علمي توثيقي، حيث احتوى الكتاب على ستة محاور، بعد تقديم الأستاذ الدكتور/ نزار محمد عبده غانم  الشخصية الوطنية المعروفة والذي يعتبر علماً من أعلام اليمن المستنير، مما أعطى هذا الكتاب صبغة علمية توثيقية تاريخية خاصة تميزت بها شخصية باصرة عن سواها.

فالمحور الأول للكتاب كان بعنوان (الميلاد والنشأة)، فيما كان المحور الثاني (الحياة العلمية ومنهجه العلمي)، وناقش المحور الثالث (إسهاماته الفكرية والثقافية)، والمحور الرابع بعنوان (دور باصرة الاجتماعي)، في حين كان المحور الخامس بعنوان (دور باصرة وإسهاماته في تطوير المؤسسات العلمية التي تقلدها)، واستعرض المحور السادس والأخير (أهم المحطات في حياة الباصرة)، وخلص المؤلف بعد مشوار البحث والكتابة في حياة ومسيرة البروفيسور باصرة إلى مجموعة من النتائج الهامة في هذا الكتاب.

 

واستعرض الكتاب ملامح من حياة العالم اليمني جهير السيرة أحد رواد التنوير البروفيسور صالح علي باصرة (1952 – 2018) وإسهاماته العلمية، مع تقديم ضافٍ للأستاذ الدكتور/ نزار غانم، حيث يلخص من خلاله المؤلف تجربة لشخصية يمنية معاصرة من الشخصيات البارزة في مجال التعليم العالي، فقد تولى رئاسة أكبر جامعتين في تاريخ اليمن وهما جامعة عدن وجامعة صنعاء، وخلال فترة رئاسته ملأ اليمن كليات ومراكز بحثية أصبحت اليوم نواة لجامعات يمنية جديدة في محافظات الجمهورية نذكر منها (جامعة حضرموت، وجامعة أبين، وجامعة شبوة، وجامعة لحج)، وعمل على تحديث وتطوير القديم منها، وعقد الكثير من المؤتمرات العلمية وتخرج في عهده آلاف الطلاب الذين حملوا شعلة التعليم والتنوير، وهو يعتبر أيضا مؤسساً لقواعد البيانات العلمية والإدارية واللوائح والهياكل الأكاديمية التي سارت عليها الجامعات اليمنية، فقد ترك بصمة كبيرة وإرث تاريخي لا يختلف عليها اثنان.

 

ويعتبر البروفيسور/ صالح علي باصرة رائد الحركة التنويرية في اليمن بلا منازع، فقد اهتم بقضايا عصره من منطلقات الحداثة والعلم والفكر، وله إسهامات علمية أكاديمية من خلال مؤلفاته التي ملأت المكتبات اليمنية والعربية، وهو ما خلص من خلال العمل العلمي الرصين الذي  قدمه المؤرخ الدكتور/ خالد طوحل  الذي أحاط فيه بجوانب موضوعه تماماً ولم يترك شيئاً عن شخصية باصرة، وأتى بمعلومات جديدة موثقة على جانب كبير من الأهمية أضاءت جوانب هذه الشخصية الثرية، ويعتبر جهداً طيباً وإضافة نوعية  للمكتبة اليمنية  والعربية وأتاحت تقييماً لدورها بشكل موضوعي رجحت معه كفة عمل هذا الرجل الذي خدم بإخلاص التعليم الجامعي والعالي في اليمن.