حافظ الشجيفي يكتب لـ(اليوم الثامن):

السلام الشامل في المنطقة لن يتحقق دون معالجة القضية الجنوبية

 في تحول مفاجئ للأحداث، رفض عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، التوقيع على اتفاق جديد كان يجري العمل عليه في الرياض بين مختلف الأطراف اليمنية برعاية سعودية.  وتدور القضية الخلافية حول إغفال الاتفاق للقضية الجنوبية وحلها، وهو خروج عن التأكيدات والالتزامات التي تم التعهد بها خلال المفاوضات والاتفاقات السابقة.


 ولطالما دعا المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يعبر عن تطلعات الشعب في الجنوب، إلى إدراج القضية الجنوبية التي يتبناها في أي اتفاق سلام شامل.  وعلى الرغم من الوعود التي تم تقديمها في المحادثات والاتفاقات السابقة، إلا أن الاتفاق الجديد الذي كان يجري التحضير له في الرياض يتجاهل القضية الجنوبية.


 ويؤكد رفض الزبيدي التوقيع على الاتفاق أهمية معالجة القضية الجنوبية في السياق الأوسع للمشهد السياسي اليمني.  لقد عانى الجنوب تاريخياً التهميش والإهمال، ويثير استبعاد القضية الجنوبية من بنود الاتفاق الجديد تساؤلات حول الالتزام بعملية سلام عادلة وشاملة.

 

وفي حين يتمسك المجلس الانتقالي الجنوبي بالخيارات السلمية والسياسية والدبلوماسية لحل القضية الجنوبية.  إلا ان ذلك لا يعني ضرورة تهميش الجنوب في مفاوضات السلام .  ولا يمكن تجاهل شرعية وعدالة القضية الجنوبية، ومن الضروري أن تحظى بالاهتمام الذي تستحقه.


  إن سياسة المعايير المزدوجة في التعامل مع المليشيات الانقلابية مع إهمال القضية الجنوبية لا تؤدي إلا إلى تشجيع التمرد ومزيد من الاضطرابات.


 ومن المهم أن ندرك أن الجنوب يمتلك كل الإمكانات العسكرية والسياسية والقانونية والدبلوماسية لتقرير مصيره.  ويجب إشراك المجلس الانتقالي الجنوبي في أي نقاشات واتفاقيات تتعلق بمستقبل اليمن، شمالا وجنوبا


 إن القضية الجنوبية متجذرة بعمق في المظالم التاريخية، حيث يشعر  الجنوبيون بأن تطلعاتهم إلى ألاستقلال والاعتراف بدولتهم تتعرض للتهميش والتجاهل.  إن رفض الاعتراف بالقضية الجنوبية ومعالجتها بشكل عادل يهدد بتقويض الاستقرار العام لأي اتفاق سلام محتمل.


 وعلى الرغم من تعقيد الصراع اليمني، فإن الاعتراف بالمظالم المشروعة لجميع الأطراف المعنية ومعالجتها أمر بالغ الأهمية للتوصل إلى حل مستدام وعادل.  ويعكس موقف الزبيدي الرافض للاتفاق الجديد التزام المجلس الانتقالي الجنوبي باهداف وتطلعات الشعب الجنوبي وتضحياته .


 ويجب على أصحاب المصلحة والوسطاء الدوليين أن ينتبهوا إلى رفض الزبيدي وأن يعملوا على التوصل إلى اتفاق أكثر توازناً وشمولاً  .  


 ومع استمرار المفاوضات، من الضروري أن يقوم المجتمع الدولي بتيسير الحوار الذي يعالج بصدق القضايا المختلفة لجميع الاطراف السياسية.  ولن يتسنى تحقيق سلام مستدام وعادل في اليمن إلا من خلال اتفاق عادل وشامل يعترف بتعقيدات القضية الجنوبية.